logo-img
السیاسات و الشروط
نور المهدي ( 20 سنة ) - العراق
منذ سنتين

روايات

السلام عليكم قراءت بعض الكتب الدينية الثقة التي فيها روايات و قصص عن اهل البيت عليهم السلام و لكن هناك تشابه بين قصة رشيد الهجري (رض) و بين ميثم التمار (رض) في طريقة مقتلهم و علمهم و حكايتهم مع علي بن ابي طالب عليه السلام هل هو نفس الشخص ؟ و هل يعقل هنالك درجة تشابه لهذه الدرجة بين الصحابة


عليكم السلام عليكم ورحمة الله اهلا وسهلا بالسائل الكريم قالت قنو بنت رشيد الهجري سمعت ابي يقول : قال لي حبيبي أمير المؤمنين (ع) : يا راشد !.. كيف صبرك إذا أرسل إليك دعيّ بني أمية ، فقطع يديك ورجليك ولسانك ؟.. فقلت : يا أمير المؤمنين !.. أيكون آخر ذلك إلى الجنة ؟.. قال : نعم يا راشد، وأنت معي في الدنيا والآخرة . قالت : فو الله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه الدعي عبيد الله بن زياد فدعاه إلى البراءة منه ، فقال له ابن زياد : فبأي ميتة قال لك صاحبك تموت ؟.. قال : خبّرني خليلي صلوات الله عليه أنك تدعوني إلى البراءة منه فلا أتبرأ ، فتقدمني فتقطع يديّ ورجليّ ولساني ، فقال : والله لأكذّبن صاحبك ، قدّموه واقطعوا يده ورجله واتركوا لسانه ، فقطعوه ثم حملوه إلى منزلنا ، فقلت له : يا أبت جعلت فداك !.. هل تجد لما أصابك ألما ؟.. قال : لا والله يا بنية إلا كالزحام بين الناس ، ثم دخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجّعون له فقال : آتوني بصحيفة ودواة أذكر لكم ما يكون مما أعلمنيه مولاي أمير المؤمنين (ع) ، فأتوه بصحيفة ودواة ، فجعل يذكر ويملي عليهم أخبار الملاحم والكائنات ويسندها إلى أمير المؤمنين (ع) . فبلغ ذلك ابن زياد ، فأرسل إليه الحجّام حتى قطع لسانه فمات من ليلته تلك ، وكان أمير المؤمنين (ع) يسميه راشد المُبتلى ، وكان قد أُلقى إليه علم البلايا والمنايا ، فكان يلقى الرجل ويقول له : يا فلان بن فلان تموت ميتة كذا ، وأنت يا فلان تُقتل قتلة كذا ، فيكون الأمر كما قاله راشد رحمه الله . و مرقد الصحابي رشيد الهجري معروف بين مدينتي الحلة والكوفة. *ميثم التمار أنّ ميثم التمار كان عبدا لامرأة من بني أسد فاشتراه أمير المؤمنين (ع) منها فأعتقه ، فقال : ما اسمك ؟.. فقال : سالم ، فقال : أخبرني رسول الله (ص) أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم ، قال : صدق الله ورسوله وصدق أمير المؤمنين والله إنه لاسمي ، قال : فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول الله (ص) ودع سالما ، فرجع إلى ميثم واكتنى بأبي سالم ، فقال علي (ع) ذات يوم : إنك تُؤخذ بعدي فتُصلب وتُطعن بحربة ، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً فتخضب لحيتك ، فانتظر ذلك الخضاب ، فتُصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة ، أنت أقصرهم خشبةً وأقربهم من المطهرة ، وامض حتى أريك النخلة التي تُصلب على جذعها ، فأراه إياها . وكان ميثم يأتيها فيصلّي عندها ويقول : بوركتِ من نخلة لكِ خلقتُ ولي غذّيتِ ، ولم يزل معاهدها حتى قطعت ، وحتى عرف الموضع الذي يصلب عليها بالكوفة ، قال : وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول : إني مجاورك فأحسن جواري فيقول له عمرو : أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم ؟.. وهو لا يعلم ما يريد ، وحجّ في السنة التي قُتل فيها فدخل على أم سلمة رضي الله عنها ، فقالت : من أنت ؟.. قال : أنا ميثم ، قالت : والله لربما سمعت رسول الله (ص) يذكرك ويوصي بك عليّا في جوف الليل ، فسألها عن الحسين (ع) فقالت : هو في حائط له ، قال : أخبريه أنني قد أحببت السلام عليه ، ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله ، فدعت بطيب وطيبت لحيته ، وقالت : أما إنها ستخضب بدم . فقدم الكوفة فأخذه عبيد الله بن زياد فأُدخل عليه ، فقيل له : هذا كان من آثر الناس عند علي (ع) قال : ويحكم هذا الأعجمي ؟.. قيل له : نعم ، قال له عبيد الله : أين ربك ؟.. قال : بالمرصاد لكل ظالم وأنت أحد الظلمة . قال : إنك على عجمتك لتبلغ الذي تريد ، قال : أخبرني ما أخبرك صاحبك أني فاعل بك ، قال : أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة ، أنا أقصرهم خشبةً وأقربهم إلى المطهرة ، قال : لنخالفنّه . قال : كيف تخالفه ؟.. فوالله ما أخبر إلا عن النبي (ص) عن جبرائيل عن الله تعالى ، فكيف تخالف هؤلاء ؟.. ولقد عرفتُ الموضع الذي أُصلب فيه وأين هو من الكوفة ، وأنا أول خلق الله أُلجم في الإسلام ، فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيدة . قال له ميثم : إنك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين (ع) فتقتل هذا الذي يقتلنا. فلما دعا عبيد الله بالمختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد إلى عبيد الله يأمره بتخلية سبيله ، فخلاه وأمر بميثم أن يُصلب ، فأخرج فقال له رجل لقيه : ما كان أغناك عن هذا ؟ .. فتبسّم وقال وهو يومئ إلى النخلة : لها خُلقتُ ولي غذّيتْ . فلما رُفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث ، قال عمرو : قد كان والله يقول : إني مجاورك ، فلما صُلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته ورشّه وتجميره ، فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم . فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد ، فقال : أُلجموه وكان أول خلق الله أُلجم في الإسلام ، وكان قتل ميثم رحمه الله قبل قدوم الحسين بن علي (ع) العراق بعشرة أيام ، فلما كان اليوم الثالث من صلبه طُعن ميثم بالحربة فكبّر ، ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دماً. وقيل كان قتله رحمه الله قبل قدوم الحسين بن علي عليهما السلام إلى العراق بعشرة أيّام، فلمّا كان اليوم الثالث من صَلْبه طُعِن ميثم بالحربة فكبّر، ثمّ انبعث في آخر النهار فمُه وأنفه دماً! صُلِب ميثم التمّار رضوان الله عليه يوم الأحد في العشرين من ذي الحجّة سنة ستّين من الهجرة، وقُتل يوم الثلاثاء في الثاني و العشرين من ذي الحجّة. دفن ميثم بالكوفة وما زال قبره مَزاراً للمحبّين والموالين، ومدفنه قريب من مسجد الكوفة الأعظم من جهة الجنوب الغربي على يسار الذاهب من الكوفة إلى النجف الأشرف.

3