logo-img
السیاسات و الشروط
( 22 سنة ) - الأردن
منذ سنتين

محارم

السلام عليكم '' عظم الله اجركم بمصاب الإمام حسين ماحكم تزين الشاب وحلق شعره بطريقة معينة وصبغه كذلك ولبس ملابس معينة؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم إن مسألة التزين وتحسين الظاهر من الأمور التي أكدت الشريعة عليها، بل إن الله تعالى قد ذم الذين حرموا على أنفسهم ما أحله الله تعالى لهم فقال عز من قائل: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ امَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْاياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾(الاعراف:32). ومن الأمور المهمة المتعلقة بظاهر الإنسان مسألة اللباس فما هي اداب اللباس وكيف ينبغي أن يكون؟ إن أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس هم القدوة لنا بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ورد في رواية أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الإمام الرضا عليه السلام: "قال أبي ما تقول في اللباس الحسن؟ فقلت: بلغني أن الحسن عليه السلام كان يلبس، وإن جعفر بن محمد عليهما السلام كان يأخذ الثوب الجديد، فيأمر به فيغمس في الماء، فقال لي: البس وتجمل، فإن علي بن الحسين عليه السلام كان يلبس الجبة الخز بخمسمائة درهم، والمطرف الخز بخمسين دينارا، فيشتو فيه، فإذا خرج الشتاء باعه وتصدق بثمنه، وتلا هذه الاية: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾(الاعراف:32). فإذ كان حال أهل البيت عليهم السلام ذلك فعلينا أن نتبعهم في ذلك، لا أن نظهر حالة البؤس على أنفسنا ونعمة الله تعالى في أيدينا و نحن قادرون على تحسين مظهرنا ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن الله يحب الجمال والتجمل، و يكره البؤس والتباؤس، فإن الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى عليه أثرها، قيل : وكيف ذلك؟ قال عليه السلام: ينظف ثوبه، ويطيب ريحه، ويحسن داره، ويكنس أفنيته، حتى أن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر، ويزيد في الرزق". لقد أحل الله تعالى للمسلم أن يلبس ما يشاء من الثياب التي تحسن مظهره، إلا أنه حرم عليه أنواعاً من اللباس وهي: 1- لباس الشهرةوهو على عدة أنواع: أ- اللباس الذي يجعل الإنسان عرضة لكلام الناس والاستهزاء والتقول عليه، وقد أكدت كثير من الروايات على حرمة هذا النوع من اللباس، ففي الرواية أنه دخل عباد بن بكر البصري، على الإمام الصادق عليه السلام وعليه ثياب شهرة غلاظ، فقال عليه السلام: "يا عباد ما هذه الثياب؟ فقال: يا أبا عبد الله تعيب علي هذا؟ قال عليه السلام: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذل يوم القيامة". ب- من ثياب الشهرة أن يلبس الرجل لباس المرأة والمرأة لباس الرجل فقد كثرت الروايات في ذم هذا النوع من اللباس ومن يلبسها ففي الرواية عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لعن الله المحلل والمحلل له، ومن تولى غير مواليه، ومن ادعى نسباً لا يعرف، والمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال". 2- الحرير للرجال فقد ورد في النهي عن لبسه للرجال الروايات الكثيرة منها ما روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: "لا يصلح للرجل أن يلبس الحرير ... المزید"، والمحرم من الحرير الملبوس هو الثوب الحرير مئة في المئة، أما لو كان ممزوجاً من الحرير وغيره فإنه يجوز لبسه. وقد أشارت الرواية إلى الاستثناء من اللبس المحرم وهو حالة الحرب، فإنه يجوز لبس الحرير فيها. والنتيجة أنه يجوز للإنسان أن يلبس ما يشاء من الثياب ما لم تكن ثياب شهرة، أو من حرير خالص. 3- التشبه بالكافرين‏ يعتمد بعض الشبان والشابات، في لبس ثيابهم ونوعيتها أسلوباً يتناسب مع الثقافات الغريبة عن مجتمعاتنا ويقلدون في ذلك بعض الأشخاص المهمين والمعروفين في العالم الغربي كالرياضيين والمغنين وغيرهم، محافظة الشاب والشابة على مظهرهما المتدين، هو حاجز يمنعان من خلاله الثقافة الغربية الغازية لأمتنا من الانتشار، لا سيما في هذا الزمان الذي يسعى فيه الأعداء لغزو أفكار شبابنا وفتياتنا والهيمنة على عقولهم من خلال إلهاءهم عن أهدافهم الحقيقية، بأمور سطحية وهامشية، كالموضة ووسائل الترفيه الإعلامية المغرضة المبعدة عن الإسلام وأهدافه العظيمة كل البعد، ومن هنا لا بد من التركيز على نقاط مهمة هي: لا يجوز لبس الثياب التي تروج لبضائع المسكر كالخمر وتحمل دعاية له. كم أنه إذا كان قص الشعر بطريقة معينة وأسلوب خاص يعتبر تشبُّها بأعداء الإسلام وترويجا لثقافتهم فإن أي عمل من هذا النوع يكون محرماً. هنالك بعض الاداب التي وردت في الروايات تتعلق بمسألة اللباس ومن هذه الآداب: لقد خلق الله تعالى الشعر على جسم الإنسان، لمصالح تعود بالفائدة عليه وقد كشف عن بعضها العلم الحديث، ولكن بالإضافة إلى ما في الشعر من فائدة على صحة الإنسان، فإن له أيضا فائدة كبرى وهي تحسين صورة وجه الإنسان فمن شعر الرأس إلى الحاجبين والأهداب، والشاربين واللحية في الرجل،هذه المناطق التي كساها الله تعالى بالشعر الذي يضيف إلى الوجه الجمال والهيبة وقد يكون لتحريك أي منها علامات تفهم الاخرين بعض الانطباعات، كرفع الحاجبين في التعجب وتقطيبهما في العبوس، ولهذا فقد وصفت الروايات أن الشعر نعمة من الله تعالى على الإنسان فلا بد من أن نحسن صحبتها ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "من اتخذ شعرا فليحسن ولايته أو ليجزه". إن إكرام الشعر يتحقق من خلال عدة أمور: 1- تسريحه فقد تحدثت الكثير من الروايات عن أهمية تسريح الشعر وما له من الفوائد ومن هذه الروايات ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "تسريح العارضين يشد الأضراس، وتسريح اللحية يذهب بالوباء، وتسريح الذؤابتين يذهب ببلابل الصدر، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام، وتسريح الرأس يقطع البلغم". وفي رواية أخرى تتحدث عن فائدة تسريح الشعر بالمشط عن إمامنا الكاظم عليه السلام يقول: "المشط يذهب بالوبا". 2- حف الشارب والمقصود من حف الشارب أن تقص أطرافه التي تتدلى على الشفة العليا للفم ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من السنة أن يأخذ الشارب حتى يبلغ الاطارة،والاطارة: لكل شي‏ء ما أحاط به. وإطارة الشفة: اللحم المحيط بها". وأكدت بعض الروايات على أن يحف الشارب مرة في الأسبوع فعن الإمام الصادق عليه السلام: "أخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام". وقد يتسائل أحدهم ما الحكمة من عدم تطويل الشارب إلى الفم وما الضير في إطالته، فتجيبه الروايات عن الحكمة من عدم الإطالة فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يطولن أحدكم شاربه، فإن الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به". 3- تدوير اللحية والمقصود بالتدوير أن تجعل أطرافها متناسقة على هيئة الدائرة بحيث لا يذهب بعضها يمنا وبعضا للأسفل بشكل غير متسق، وقد ورد في بعض الأحاديث أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد انزعج من رؤية أحدهم وقد أهمل لحيته، تقول الرواية أنه صلى الله عليه وآله وسلم نظر إلى رجل طويل اللحية، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما ضر هذا لو هيأ من لحيته؟ فبلغ الرجل ذلك، فهيأ لحيته بين اللحيتين ثم دخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما راه قالصلى الله عليه وآله وسلم: هكذا فافعلوا. دمتم في رعاية الله

2