مصطفى ( 22 سنة ) - العراق
منذ سنة

المراجع وعلم الفقه

السلام عليكم لماذا هذا الاهتمام الكبير من قبل الحوزة العلمية بآيات الأحكام الفقهية وهو جزء صغير نسبياً من مجموع الآيات؛ وعدم الاهتمام الكافي بباقي المعارف الدينية وعلى الخصوص التوحيد الذي يمثل نصف القران الكريم؟ اذ على العالم المرجع ان يمتلك الشمولية في تلك المعارف التي تحدث عنها القران الكريم؛ ليستطيع ان ينوب عن الامام ع ويا حبذا لو اجبتمونا لماذا لم يؤلف السيد السيستاني اي كتاب غير الرسالة العملية والرافد على ما اتذكر من اسم الاخير شكرآ لجهودكم المبذولة


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب لا يوجد شيء اسمه على العالم ان تكون له شمولية حتى يكون نائبا عن الامام عجل الله فرجه الشريف بل المطلوب من العالم ان يكون في موضع الحاجة للامة في دينا ودنياها كي يحافظ عليهم من مزالق الضلال وهذا الامر ليس من الضروري ان يحققه رجل واحد من العلماء بل كل يعمل في ضمن اختصاصه الذي يمكن ان يكون فيه ويبذل كل جهده في هذا الاختصاص ولذا تجد بعض العلماء وهم مراجع الدين حفظهم الله جميعا ورحم الماضين منهم تجد اختصاصهم الدقيق في دائرة الفقه وكل ما يرتبط بالفقه واستخراج الاحكام الشرعية من مصادرها المعتبرة والتي منها القران الكريم ومقتضى هذا الاختصاص الدقيق تجده يهتم بايات الاحكام فان وسعه الوقت ان يبحث في غير هذا المجال تجده يبحث ويبدع فيها الا ان وظيفته الاولى هي العمل في ضمن اختصاصه الدقيق وهناك علماء اخرين غير المراجع لهم اختصاصاتهم في غير الفقه يعملون ويعمدون الى البحث والتمحيص في غير ايات الاحكام وكل يبدع في مجاله ولا يوجد عندنا اية او رواية ان المرجع لابد ان يبحث في كل اختصاصات الدين ويكون مختصا بها وبكل تفاصيلها فهذا شيء عسير على الكثير وقد يكون متعذرا خاصة مع تطور العلوم وتوسعها ودقة اختصاصها ولعل ياتي زمان يكون المجتهد مختصا بباب من ابواب الفقه اكثر من غيره فتجد مجتهدا ومرجعا في الحج واخر في الصلاة واخر في المعاملات وهكذا وهذا ليس ضعفا في العلماء وانما توسعا في العلوم وكثرة التفاصيل في كل باب مما يوصل الى الدقة الاكبر في الاختصاصات وبالتالي عدم امكان الالمام بكل التفاصيل بلحاظ عمر الانسان. اما بعض من يدعي هنا وهناك ويشنع على العلماء وليس له الا الاساءة بطريق ملتوي كي يضعف من مقام العلماء ويوحي للناس ان هؤلاء العلماء لا يستحقون ان يكونوا مراجع تقليد للزوم ان يكون كل واحد منهم موسوعة اختصاصية في كل تفاصيل علوم الدين ان امثال هؤلاء في الحقيقة هم يخالفون العقلاء في تصنيف العلوم وتوسع العلوم وان العلوم كلما يمر الزمان تتوسع اكثر وتدق اكثر فهذه العلوم باسرها ما كانت على ما هي عليه قبل مئة سنة فهناك اختصاصات دقيقة فتحت في كل علم وهناك علماء متخصصون في كل علم فالطب كان علما واحدا يدرس كل الاختصاصات فحصلت فيه تدقيقات في اختصاصاته فكان منه طب الاسنان وطب العيون وغير ذلك بل اكثر من هذا في نفس طب العيون هناك اختصاصات دقيقة وعلماء مختصون به دون غيره فكيف يمكن ان نقول ان الطبيب الذي لا يكون شموليا في كل علم الطب ومتخصصا في كل علم الطب لا يصلح ان يكون طبيبا عالما فهذا من سفاهة القول في هذا الزمان فهذه العلوم توسعت واصبحت بهذه الدقة فكذلك علوم الشريعة توسعت واصبحت هناك اختصاصات كثيرة ودقيقة ومقتضى هذا التوسع والتدقيق ان يكون هناك علماء مختصون في علم الفقه وبالتالي يبحثون في ايات الاحكام وروايات الاحكام كي يخرجوا بنتائج دقيقة من ادلتها الشرعية بمقتضى تخصص العلماء الدقيق فيها. اما ما يخص مؤلفات سماحة السيد السيستاني حفظه الله ورعاه فيمكنكم متابعتها على الانترنت فهي منشورة موسوعة السيد السيستاني وهي اكثر من عشرين مجلدا في الفقه الاصول وهذا ما تم طباعته والاعلان عنه وليس من البعيد عنده ما هو اكثر واعظم من هذا ولم يطبع الى الان. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1