( 21 سنة ) - العراق
منذ سنة

النساء ونظرة الاسلام

سلام عليكم/ مولانا هل فعلاً صحيح أن النساء ناقصات عقل و دين ما نراه من ظلمٍ للفتاة من قبل المجتمع و من قبل الأهل ف أننا نرى ان الدين أيضا كذلك قد ظلمها في ما يخص عدم مساواتها مع الرجل اذا ان جميع الرجال يتحججون بأسم القوامة و انهم ارفع درجة من النساء بل و هن نكرة و القرءان ذاكر الرجال ب للذكر مثل حظ الانثيين دليل على تشريف الرجل و دناءة قدر المراة ما قولكم و رأيكم في هذا؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ((لابد من التوقف عند معنى ناقصات العقول، فهل المراد منه أنهن أقل ذكاءً من الرجال؟ قطعا لا. لما ثبت علمياً من تفوق المرأة في العديد من الوظائف الذهنية على الرجل، ففي دراسة نشرتها مجلة الدلي تلغراف البريطانية اشتركت فيها جامعة لوس انجلس الأمريكية  وجامعة مدريد الإسبانية جاء فيها "على هذا المستوى الهيكلي، الإناث قد تظهرن كفاءة أكبر تتطلب مادة عصبية أقل لإنجاز نتائج سلوكية على قدم المساواة مع الذكور". ولا يؤثر كون حجم دماغ المرأة أصغر مما هو في الرجل، يقول تريفور روبينز استاذ العلوم العصبية بجامعة كامبريدج البريطانية: "البحث يشير الى أنه كلما كان الحصين في المرأة أصغر حجماً كان أداءه افضل، وحجم البنية لا يشير بالضرورة الى أي علاقة بمدى كفاءة الأداء". الدراسة السابقة. والخلاصة ليس المراد من الحديث ان الرجل أكثر كفاءة ذهنية وذكاء من المرأة. إذن ما هو المراد؟ الجواب: ان الحديث يكشف عن حقيقة تكوينية في خلقة المرأة، وانها ضعيفة السيطرة على مشاعرها  وكثيراً ما يتأثر قراراها بالعاطفة، وهذا ما أثبتته الدراسة الأخيرة، وبعبارة اوضح: يتحدث العلماء على أن أهم أجزاء المخ (Cerebrum) هو القشرة الدماغية او ما يسمى بالقشرة الحديثة (Neocortex) ، وهي ما تظهر في الصور بالتلافيف المخية ، وتعتبر أهم ما يميز الإنسان عن غيره، لأنها تشكل 40% من حجم المخ في الإنسان، بينما نجد في أكثر الرئيسيات تطوراً وهي الشمبانزي لا تشكل أكثر من 17%، وفي الكلب 7%. وفي القطط 3.5 %، وتتكون من خمسة فصوص، ولكل واحد منها وظائفه الخاصة: الأول: الفص الجبهي (Frontal lobe)، وله عدة وظائف: الإدراك وحل المشكلات والتفكير، تطوير المهارات الحركية، أجزاء من الكلام، السيطرة على الانفعالات، تنظيم العواطف، التخطيط. الثاني: الفص الجداري (Parietal lobe)، ومن أهم وظائفه: استشعار الألم والضغط واللمس، الإدراك البصري والحركي. الثالث: الفص الصدغي (Temporal lobe)، وله مدخلية مهمة في تفسير المدركات الحسية وخصوصاً الواردة عن طريق السمع، فمن خلاله يتم التعرف على اللغة وربط الألفاظ بمعانيها. الرابع: الفص القذالي (Occipital lobe ) ويقع في مؤخرة المخ وهو المركز البصري في الدماغ، ويحتوي على معظم المنطقة التشريحية للقشرة البصرية. الخامس: الفص الحوفي (Limbic System): وهو نفسه المخ المشاعري الوجداني (EmotionalBrain)، او المخ الكيميائي (Chemical Brain)، وهذا الجزء من الدماغ يتعلق جزء كبير منه بالعواطف والانفعالات. من هنا يتضح أن القرارات التي يتخذها الإنسان ـ رجلاً كان او امرأة ـ من خلال الفص الجبهي لابد أن تتأثر بمخرجات الفص الحوفي، وبعبارة أخرى هناك مساحة من تأثير العاطفة على قرارات الإنسان، لكن اكتشف العلماء إن هذه الفصوص ترتبط فيما بينها بألياف يقدر عددها ب200مليون ليف عصبي وتسمى الجسم الثفني او الجسم الجاسر (Corpus Callosum)، وقد أثبتت  الدراسات ان هذه الألياف عند النساء اثخن بكثير مما هي في الرجال مما يجعل قراراتها  أكثر تأثراً بالعواطف من الرجل، وتضعف سيطرتها على مشاعرها غالباً. وهذا ما يفسر لنا علمياً معنى (ناقصات العقل)، بمعنى أن القوى الماسكة والتي تسيطر على السلوك تنقص مما هي عند الرجل، فالعقل لغة هو المسك، والعقال هو الماسك للكوفية، وعَقَلَ الناقة أي مسكها وثبتها. ومن هنا يتضح السر في عدم الاكتفاء بالمرأة الواحدة في الشهادة، فللعاطفة تأثير كبير على شهادة المرأة، فقد تكون شهادتها ضد من تحب او لصالح من تكره. وهذا لا يمثل نقصاً فيها وانما هو تشريع وفق الخلقة، فلزيادة القوة العاقلة أي الماسكة والمسيطرة على العواطف عند الرجل أوكل له جملة من الوظائف كالقيادة والقضاء ونحو ذلك، ولزيادة تأثير العاطفة عند النساء أوكل لها وظائف أخرى تتناسب والموهوب لها، فكمال المجتمع بهذين القبيلين ـ الرجل والمرأة ـ ولا غنى له عن واحد منهما. ولا يصلح شأن الإنسان بالعقل المجرد دون العاطفة، ولا بالخشونة والغلظة لو لا اللينة والرقة، ولا بالغضب لو لا الشهوة، ولا أمر الدنيا بالدفع لو لا الجذب. وبالجملة هذان تجهيزان متعادلان في الرجل والمرأة يتعادل بهما كفتا الحياة في المجتمع المختلط المركب منهما، وحاشاه سبحانه أن يحيف في كلامه أو يظلم في حكمه وهو القائل: "أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ" النور: 50، وقال ايضاً: "وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً". الكهف: 49.))(منقول بتصرف) اما نقصان الدين فليس يعني ان دينها اضعف من دين الرجل فهناك نساء يوزن ايمانها بكل رجال العالم ولكن المقصود ان المراة بما تمر به من العادة الشهرية وترك العبادة يكون لها نقص من اداء العبادات الواجبة واما قضية الارث وان للرجل مثل حظي الانثيين فليس فيه ما يسيء للمراة فان التقسيم المالي يلحظ فيه الجانب الاقتصادي ومن الواضح ان الرجل اوجب الله عليه رعاية العائلة والاسرة ويجب عليه تحصيل رزقه لزوجته واطفاله وهذا شيء يجعل الجانب المادي والمالي على الرجل اكبر منه على المراة وهكذا كل حسابات الارث وتقسيماته يلحظ فيه المصلحة الاقتصادية في ادارة العائلة والمجتمع وليس في هذا تكريما للرجل على المراة فمتى كان كثرة المال كرامة وقلته مهانة للانسان فهؤلاء الانبياء غالبهم فقراء ماليا ولكنهم عظماء معنويا وهؤلاء الظالمون والطواغيت غالبهم له وفرة مالية وغنى مالي كبير ولكنهم من اراذل الناس عند الله تعالى وعليه اذا راينا تقسيمات وتشريعات الهية بما يخص الامور المالية فان الملحوظ هو المصلحة للجميع للرجل والمراة ومع كل هذا فهناك بعض الزوايا اعطى الله المراة اكثر من الرجل فالزوجة ترث الثمن من التركة ان كان لزوجها ولد وترث ربع التركة ان لم يكن لزوجها ولد والربع والثمن ليس شيئا قليلا قد يكون اكثر من حصص الورثة انفسهم من ابناء الميت وغير ذلك من تفاصيل ارث المراة وكل هذا لاجل المصالح التي يراها الله تعالى في ادراة الملف الاقتصادي للمجتمع. واذا راجعنا بعض الايات والروايات نجد انها تتكلم بوضوح عن حالة العدل الالهي في الرجال والنساء وكيف جاء الإسلام بقوانين وسنن عظيمة للرجل والمراة فيها تكريم للجميع واذا مررنا ببعض الايات الشريفة تتضح هذه الصورة بشكل واضح: قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ و قال عَزَّ مِنْ قائل: ﴿ ... يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ... ﴾ و قال الله تعالى: ﴿ ... أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ... ﴾ و قال جل جلاله: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ و قال تعالى: ﴿ ... لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ... ﴾ و قال سبحانه: ﴿ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ و قال عَزَّ و جَلَّ: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ و قال عَزَّ مِنْ قائل: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... ﴾ وغير ذلك الكثير من الايات والروايات فيه اكثر كلها تثبت تعظيم الاسلام للمراة وليس كما يحاول ان يشنع على الاسلام فهناك من يريد تشويه المراة في نظر الاسلام كي يحرف المؤمنات عن الهداية والتمسك بخير الادين ومثلكم من المثقفين والعلماء لا تخفى عليه امثال هذه الاساليب وتعون جيدا زيفها بتامل بسيط في هذه الايات الشريفة وروايات كثيرة وردت في اكرام المراة في كل وجودها كبنت او اخت او ام والمقام لايسع لبيان كل هذه الروايات وهناك اسئلة كثيرة مشابهة في بيان فضل المراة وتكريمها في الاسلام تكريما لا يمكنان نجده في كل الانظمة والقوانين. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

4