بسم الله الرحمن الرحيم
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة
ابنتي العزيزة جاء في الشريعة الاسلامية التأكيد على رعاية حق الوالدين وان اختلفنا معهم واختلفوا معنا في بعض المسائل فان هناك حدوداً شرعية لا يجوز للمؤمن ان يتجاوزها في علاقته مع الوالدين فقد جاء في الكتاب العزيز قوله تعالى ( وَ قَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً * وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً ) من سورة الاسراء الاية ٢٣ ،٢٤
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
( ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة : عقوق الوالدين ، والبغي على الناس ، وكفر الاحسان)
و قال الامام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)
( ثلاث لم يجعل الله عزوجل لاحد فيهن رخصة : أداء الامانة إلى البر والفاجر ، والوفاء بالعهد للبر والفاجر ، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين )
و قال الامام أبي عبد الله (عليه السلام)
( من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة )
واخيراً حاولي ان تتأملي في فقرات هذا الدعاء المروي عن الامام زين العابدين وهو من ادعية الصحيفة السجادية ( . اللهم وما تعديا ( يعني بذلك الوالدين ) علي فيه من قول، أو أسرفا علي فيه من فعل، أو ضيعاه لي من حق أو قصرا بي عنه من واجب فقد وهبته وجدت به عليهما، ورغبت إليك في وضع تبعته عنهما فإني لا أتهمهما على نفسي، ولا أستبطئهما في بري، ولا أكره ما تولياه من أمري يا رب فهما أوجب حقا علي، وأقدم إحسانا إلي وأعظم منة لدي من أن أقاصهما بعدل، أو اجازيهما على مثل، أين إذا يا إلهي طول شغلهما بتربيتي؟ وأين شدة تعبهما في حراستي؟ وأين إقتارهما على أنفسهما للتوسعة علي؟ هيهات ما يستوفيان مني حقهما، ولا ادرك ما يجب علي لهما ولا أنا بقاض وظيفة خدمتهما. فصل على محمد وآله وأعني يا خير من استعين به. ووفقني يا أهدى من رغب إليه، ولا تجعلني في أهل العقوق للآباء والامهات يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون. )
ضعي كل هذه الاداب الدينية امام عينيك وتعاملي مع امك وفقها قال تعالى ( ولا تقل لهما افٍ ولا تنهرهما ) وقد جاء في الرواية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال:أباك وفي رواية اخرى قال رجل: يا رسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال أمك، ثم أمك، ثم أبوك. فلاحظي مقدار التأكيد على رعاية حق الام والاهتمام بها وبرها
حاولي ان تتجاوزي عن اخطائها
تقربّي منها كصديقة وتحدثي معها في الاوقات المناسبة
لاتخالفيها الى الحد الذي تحصل معه المشكلة بينكما ما دام الامر غير مهم
لا تتصلبي معها في المواقف
حافظي على ردود افعالك معها وتقربي الله تعالى برعايتها والتجاوز عن اخطائها .
والله ولي التوفيق
دمتم في رعاية الله وحفظه