وردت روايات تذكر فضل زيارة الامام الحسين عليه السلام أنها تطيل العمر وتدفع السوء،لكن نجد الكثير ممن يموتون بحوادث أثناء عودتهم من الزيارة،فكيف نفسر ذلك
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
تذكر الرويات الشريفة اسبابا عديدة تطيل الاعمار واسبابا اخرى تقطع الاجال وكل هذه الامور على سبيل الاسباب والمقتضيات لا على سبيل الحتم والجزم فان توفرت سائر الشروط التي تؤدي الى اطالة العمر وارتفع كل ما يمنع من ذلك فان الله يمد في عمره ويطيله فمثلا قد يتحقق احد الاسباب وهو الزيارة مثلا او صلة الرحم ولكنه في نفس الوقت كان قد ارتطب ما يقطع عليه الاجل فهناك تكون موازنة بين هذه الاسباب والمقتضيات
وايضا قد يرتكب الانسان ما يمنع اطالة العمر كما لو وضع نفسه موضع التهلكة فاان الله تعالى قد قدر له اطالة في عمره ولكنه يموت لانه هو من وضع نفسه موضع الهلاك والموت
او ليس هو بل يعتدي عليه معتد فان من يقتل نفسا ظلما وعدوانا فانه قد سلب منه ما بقي من عمره فان المقدر له بعد ان اطال الله في عمره ان يعيش خمسين سنة مثلا فياتي ظالم ويقتله وهو في الاربعين فكونه يموت في الاربعين لا يعني ان الله تعالى لم يقسم له طول العمر لاجل زيارته او صلة رحمه وانما حصل ما يمنع من جريان هبة الله على عبده ومن هنا فان القاتل يحاسب حسابا عس يرا على ظلمه لمن قتله
هذا من جهة ومن جهة اخرى اطالة الاعمار لا تعني انه لا يموت فهذا الذي سال جنابكم عنه وانه مات بحادث سيارة قد يكون اخذ ما اعطاه الله تعالى من العطاء باطالة العمر فقد يكون عمره السابقة عشرين سنة ولكنه لزيارته لاهل البيت عليهم السلام او صلة ارحامه زاد الله في عمره الى ثلاثين سنة وكان الحادث الذي حصل له او المرض الذي اصابه هو في هذا العمر فهو قد نال ما اعطاه الله ووصل الى اجله بعد ما زاد الله عليه
فهذه الامور من الغيب الذي لم نطلع عليه ولا يعني انه يمد بعمره انه يعيش مئة سنة مثلا وانما يعطى زيادة عما كان المقرر له سابقا وقد يكون يوما وقد يكون سنة وقد يكون اكثر من ذلك فهذا يرجع الى الله تعالى.
وختاما نسال الله تعالى ان يرزقنا في الدنيا زيارة النبي واهل بيته عليهم السلام وفي الاخرة شفاعتهم وجوارهم وان يطيل اعمارنا في طاعته ورضاه انه على كل شيء قدير
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته