«أنت كما احب،فأجعلني كما تحب يارب» ( 19 سنة ) - العراق
منذ سنة

هل الإنسانية تمثل الدين والمذهب

السلام عليكم لديه لتباس مؤمنه بأهميه الدين كونه العقال الذي يعقل الإنسان عن الخطأ لكن عندما أرى بعض الناس وهم ليسوا مسلمين او مسلمين ومن غير مذهب أو من ديانات أخرى ولكنهم لديهم بعض الأفعال أفضل من بعض المسلمين هنا قلت بالطبع جميعنا لدينا إنسانيه نتعامل بها مع الناس لكن هنا حدث اللبس فما فرق الإنسانية عن الدين هل الإنسانية هي جزء من الدين وهل الذي لديه إنسانيه لديه جزء من الدين ام انهما مختلفان...ما الفرق على مستوى الدين والمذهب فهل يمكن ان تمثل الانسانيه الدين او المذهب او العكس


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب الانسانية السليمة من الشوائب والتي هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها هي من الدين بالتاكيد ولكن هذه الانسانية ليس لديها الاحاطة بكل ما فيه الخير للانسان بكل تفاصيل حياته وانما هي تعمل في القضايا السلوكية الاخلاقية بين الاخرين فمثلا الانسانية لا تستيطع ان تقول ان من يدعي انه نبي فهو حتما نبي الانسانية تقول هذا الامر ليس من اختصاصي وانما اذهبوا الى العقل وهو من يجيبكم عن هذه القضية فيجب العقل ليس كل من يدعي شيئا نصدقه لابد ان يقيم الدليل والرهان عليه فنطالب مدعي النبوة بالدليل وتاتي المعجزة التي تثبت انه مبعوث من السماء وهكذا كثير من تفاصيل العقيدة وايضا الانسانية لا قدرة لها ان تدرك كثيرا من تفاصيل التشريعات فمثلا عندما نضع سمكة احدها تحتوي على القشر واخرى لا قشر لها فان الانسانية لا قدرة لها على تمييز ما هو الخير والشر في هذا الامر فلا ترى فرقا بين السمكتين ولكن الدين الذي فيه الشريعة التي شرعها الله تعالى تميز بين السمكتين وكذا كثير من التشريعات التي جاءت الشريعة بها فان الانسانية تترجل عن ادراك الخير والشر فيها ليس لانه لافرق بينهما وان كلاهما خير بل ان لاجل ان هذا خارج دائرة عملها وما فطرت عليه نعم الاحترام بين الاخرين وعدم ظلم الاخرين والعدل بين الاخرين الرحمة والرافة وغير ذلك من الاخلاقيات هي داخلة في دائرة الانسانية والدين اوسع من هذه الجزئيات فان الدين يعالج كل مفاصل الحياة على المستوى الفكري العقدي وعلى المستوى العملي والفعلي وعلى المستوى الاخلاقي وكثير من هذه الامور تترجل الانسانية عن معرفة الحق فيها فلابد ان نرجع الى علام الغيوب الذي يعلم كل خفايا مخلوقاته وماذا يقول في تفاصيل هذه الحياة كي يسلم الانسان من ان يقع في مزالق الفكر او مهلكات العمل او رذائل الاخلاق. وشيء اخير احب ان انبه عليه جنابكم ان الدين كقوانين سنها الباري تعالى شيء وتطبيقه شيء اخر بعبارة اخرى ان الدين في اعلى مراتب الصلاح والفلاح للانسان لان الذي اسس كل تفاصيله هو الله تعالى وهو العالم بكل الخفايا وهو الحكيم باعلى مراتب الحكمة وهو القادر على كل شيء والغني عن كل شيء فهو من لطفه ورحمته ارسل لنا ما ينجينا من كل مزالق الدنيا على مستوى الفكر او العمل او الاخلاق وبعث كل هذا مع انبيائه وختمه بخيرهم وهو النبي محمد صلى الله عليه واله وان ما جاء به النبي صلى الله عليه واله هو خير للانسان الى يوم القيامة لان الذي اسس الاسس لهذا الدين هو الله تعالى ولكن مع الاسف الانسان على مستوى التطبيق قد لايطبق بشكل صحيح او يطبق بشكل ناقص وبالتالي يظهر الاخفاق من بعض المسلمين في تطبيقاتهم بحيث يظن الظان ان الخلل في النظرية والاسس الدينية وفي الحقيقة ان الخلل في التطبيق ولو كان النبي صلى الله عليه واله موجودا او احد ائمة اهل البيت عليهم السلام لراينا الدين بكل تفاصيله واسسه الصحيحة وتطبيقه الراقي على يد الكاملين من الناس وبالتالي ياخذون بيد الناس ان يطبقوا هذه الاسس بشكلها الذي شرعه الله تعالى ولذا ورد في اكثر من رواية قول النبي صلى الله عليه واله حجوا كما رايتموني وصلوا كما رايتموني اصلي وهكذا لان التطبيق العملي للنظرية الدينية لابد ان يكون بيد المعصوم عليه السلام وكل من يريد ان ياخذ دور المعصوم سوف تجديه يخفق في التطبيق الصحيح وبالتالي يجر الخطا في التطبيق الى الخطا في الاسس الاسلامية وهذا من اكبر المفاسد في جرجرة التطبيقات الخاطئة من البعض على الدين مع ان عقيدتنا بالدين لا يمكن ان يزعزعها تطبيق البعض الخاطئ. وختام الكلام والكلام الختام ان الانسانية هي احدى شعب الدين وما يقره الانسان بفطرته السليمة هو داخل في ضمن الاسس الدينية وهذه هي التي تجعل المسلم مع غير المسلمين محل اشتراك وفاق ولكن هذا لا يعني ان كل الصلاح هو في الانسانية فقط بل لابد من ان نطرق ابواب السماء كي تنفتح علينا بما هو اعظم وارقى واعلى من ذلك من الاسرار والنفع الوفير. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1