( 22 سنة ) - العراق
منذ سنة

صيغة العالم والافضل فيها

السلام عليكم هل بالامكان القول ان هذا العالم في ماهيته الاختبارية وحيزه الابتلائي (صيغته اعتمادا على الغاية التي خلق من اجلها) هي الصيغة الافضل؟ بمعنى انه هل بالامكان القول باستحالة وجود صيغة غير الصيغة الحالية لان الله تعالى لحكمته البالغة لا يختار ما هو ادنى حكمة وتدبير من الحالي ( انه ليس عند الله اصلح مما عمل بنا لانه لو كان عنده اصلح مما فعل بنا ولم يعطنا اياه لاستلزم شيء من القبح) ؟ وكيف نوفق بين قدرته تعالى في هذا الامر وفي استحالة الشيء فأي الامرين هو الحال؟ ارجو التفصيل


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب لابد اولا ان نعرف ان الله تعالى لا يعجزه شيء ثانيا: ان الله تعالى عندما يصدر منه فعل فانه يصدر لحكمة ولا يمكن ان يصدر منه اي فعل عبثا ثالثا: ان الافضلية امر نسبي فمثلا يخلق الله تعالى للعبد نعيما بمستوى معين ولا يخلق له الافضل لان الافضل قد يكون في حق هذا العبد ليس الافضل له بل يكون سيئا ، فلا يفعل الله جل وعلا له هذا والا كان منافيا للحكمة وملخص هذه النقطة ان افعال الله تعالى انما تكون لحكمة وليس المعيار فكرة الافضل. فالصيغة الحالية بلحاظ تفاصيل هذا العالم تكون هي افضل ما يكون لهذا العالم ولكن هذا لا يعني ان هذه الصغية هي افضل ما في عالم الوجود بل هناك ما هو افضل منها بلا شك فالجنان والنعيم الاخروي هو افضل مما نحن فيه الان ولكن تلك الافضلية لاختلاف تفاصيل ومعطيات ذلك العالم فلو اتت تلك الصيغة لهذا العالم لعلها تفسد هذا العالم اذ هذا العالم لا يحتمل صيغة افضل مما هو عليه ولتوضيح المسالة اضرب مثالا توضيحيا لحضرتكم مثلا مصباح يتحمل 100 واط فاعطاؤه 100 واط هو افضل ما يكون لهذا المصباح وهذا ما يعطيه البارت تعالى له ولا يعطيه اقل من ذلك ولكن هذا المصباح اذا اعطيته 1000 واط فانه لا يمكن ان يحتمله بل سوف يفسد وينفجر وكذلك هذا العالم فهو لا يحتمل الصيغة الافضل مما هو عليه ولو اعطي الافضل لساخ وفنى فكان ما ينناسبه هو الافضل له وما يناسب العوالم الاخرى هو الافضل لها وهكذا فان الباري تعالى عليم وحكيم وقادر فلا يفعل الا ما يكون في اعلى مراتب الحكمة ولا يعجزه شيء ولكنه لا يفعل ما يخالف الافضل مع لحاظ المقتضيات والقابليات فيتضح من كل هذا ان الله تعالى لا يوصف بالعجز وانما يخلق بما فيه حكمة ومصلحة لعباده ولا يوجد شيء اعظم من الخالق تعالى فكل ما تتصوره من الاشياء هي دون قدرة الله تعالى وكل ما يكون هو الافضل بلحاظ الخصوصيات لكل عالم. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته