حور بدر ( 43 سنة ) - الكويت
منذ سنتين

فقه

قبول الهدية من الصديق؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم إن الهدية رمز المحبّة ، فإنّ الصدقة تحرم على النبيّ الأكرم وأهل بيته ، ولكن يستحبّ أن يهدي له بهدية ، ويقول 9: «لو اُهدي لي كراع لقبلت »، ويقول الإمام الكاظم : «لو حمل إلينا زكاة وعلمنا أنّها زكاة رددناها، وإذا كانت هديّة قبلناها»، فتكرم أخاک وصديقک بالهديّة وليست في قيمتها المادية بل في قيمتها المعنوية . ومن حقّ الاُخوّة قبول الهدايا، فقد قال رسول الله في حقوق الأخ : «أن يقبل تحفته ، ويتحفه بما عنده ، ولا يتكلّف له شيء»، فإنّ الهديّة أقصر الطرق إلى قلوب الناس ، فإنّک تعقد حبل المودّة بينک وبينهم ، قال رسول الله : «الهدية تورث المحبّة »، كما إنّ الهديّة تجدّد العلاقة بين الأصدقاء، يقول النبيّ الأكرم : «الهديّة تجدّد الاُخوّة وتذهب بالضغينة »، وقال : «تهادوا فإنّ الهدية تغسل السخائم (الأحقاد) كما إنّها تقضي الحاجات »، قال النبي الأعظم : «نعمت الهدية عند الحاجة ». «الهدية مفتاح الحوائج »، «الهدية تفتح الباب المصمت ». فإذا انغلقت الأبواب فعليک بالهدايا، فإنّها خير مفتاح ، وهي تخالف الرشوة فإنّها لفتح الباب عليک من دون أن تغلق أبواب الآخرين ، ولكنّ الرشوة تعني غلق باب الآخرين ، وهضم الحقوق ، ومخالفة الحقوق . ثمّ الهدية ردّ جميل على الهدايا، والرسول الأكرم يقول : «تهادوا وتحابّوا»، فتردّ الهدية بهدية ، وهذا ممّـا يزيد في المحبّة ، وجاء في الحديث الشريف : «إنّ التهادي من عمل حور العين ». ويقول الرسول الأكرم : «ما أهدى المرء المسلم إلى أخيه هدية أفضل من حكمة يزيده الله بها هدىً أو يردّ عنه ردى »، «إنّ هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان ، فاهدوا إليها طرائف الحكم »، وقال جبرئيل لرسول الله: إنّ الله أرسلني إليک بهديّة لم يعطها أحدآ قبلک ، فقال النبيّ: وما هي ؟ فقال جبرئيل : الصبر، وأحسن منه الرضى . دمتم في رعاية الله

4