logo-img
السیاسات و الشروط
قاسم كريم ( 21 سنة ) - العراق
منذ 5 سنوات

طلب الحاجة من الإمام الحسين (عليه السلام)

ما حكم طلب الحاجة من الإمام الحيسن (عليه السلام)؟ مثل يا حسين شافني من غير الاستعانة بالله. من غير مانقول يارب بحق الحسين شافني، هل يعتبر شركاً بالله؟


الاستغاثة بالنبي (صلّى الله عليه وآله) و بالنبيين والمرسلين والأوصياء والأئمة الصالحين( عليهم السلام)، هي عبارة عن سؤال الشفاعة منهم لقضاء الحوائج ودفع النوائب وتفريج الكروب، ولا ريب أن كل من يناديهم من المؤمنين، فهو يعلم أنه لا يعبد إلاّ الله، ولا يفعل ما يريد ويمنح ما يطلب إلاّ الله، وليس هؤلاء إلاّ شفعاء فقط، وقد أرشدنا الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله) للطلب من عباد الله الصالحين من الأنبياء والأوصياء بقوله : {يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة} (المائدة:35)، وقد ورد في بعض الأخبار أن المقصود من الوسيلة هو أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، " قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ اِبْتَغُوا إِلَيْهِ اَلْوَسِيلَةَ :أَنَا وَسِيلَتُهُ" ( البرهان في تفسير القرآن ج ٢، ص ٢٩٢). فإذا اتضح كل هذا فالدعاء أو طلب الشفاء من النبي (صلّى الله عليه وآله) أو من أهل بيته (عليهم السلام) الذين هم الوسيلة التي اختارها الله لنا لنتقرب إليه بها وندعوه بها، فبالتأكيد لا يكون من الشرك لأننا نعتقد أن المشافي هو الله تعالى، وهذه الأسباب كالطبيب والدواء واسطة في نزول الشفاء على الإنسان، فلا نعتقد أنهم أسباب مستقلة في الرزق وإن قلنا يا مولاي يا أبا عبد الله شافني فإن المرتكز في القلب أنه يشافي بإذن الله تعالى، فكل المسلمين والمؤمنين يعتقدون أن الرازق والشافي هو الله تعالى، وذلك لأننا نعتقد أن النبي و أهل بيته(عليهم السلام) هم الوسيلة إلى الله، وروي عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: "اَلْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ اَلْحُسَيْنِ مَنْ أَطَاعَهُمْ فَقَدْ أَطَاعَ اَللَّهَ، وَ مَنْ عَصَاهُمْ فَقَدْ عَصَى اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ؛ وَ هُمُ اَلْعُرْوَةُ اَلْوُثْقَى، وَ هُمُ اَلْوَسِيلَةُ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ"( إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات ج ٢، ص ٥٧) وهذا ما نقرأه في الزيارة الجامعة( مَن أرادَ اللهَ بَدَأ بِكُم وَمَن وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنكُم ) فيتبين أن التمسك بالأسباب الطبيعية التي وضعها الله تعالى ليس شركاً، بل من كمال خلقه وتمام صنعه، أن جعل لنا وسيلة وأئمة ندعوه بها ونتقرب بها إليه ونتوسل اليه بها كما في دعاء التوسل.. وكذلك إن الله سبحانه وتعالى قد جعل أوقاتاً وأمكنة يستجاب فيها الدعاء والسبب في ذلك أن الله يحب تلك الأمكنة والأوقات لما فيها من المصالح للعبد، فمثلاً الدعاء تحت قبة الإمام الحسين (عليه السلام) وفي ليلة الجمعة يختلف عمن يدعو في غيرها من الأماكن، لأن الله تعالى يحب ذلك المكان، فقد رُوِيَ أَنَّ اَلصَّادِقَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) "أَصَابَهُ وَجَعٌ فَأَمَرَ مَنْ عِنْدَهُ أَنْ يَسْتَأْجِرُوا لَهُ أَجِيراً يَدْعُو لَهُ عِنْدَ قَبْرِ اَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِيهِ فَوَجَدَ آخَرَ عَلَى اَلْبَابِ فَحَكَى لَهُ مَا أُمِرَ بِهِ فَقَالَ اَلرَّجُلُ أَنَا أَمْضِي لَكِنَّ اَلْحُسَيْنَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) إِمَامٌ مُفْتَرَضُ اَلطَّاعَةِ وَ هُوَ أَيْضاً إِمَامٌ مُفْتَرَضُ اَلطَّاعَةِ فَكَيْفَ ذَلِكَ - فَرَجَعَ إِلَى مَوْلاَهُ وَ عَرَّفَهُ قَوْلَهُ فَقَالَ هُوَ كَمَا قَالَ لَكِنْ مَا عَرَفَ أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَى بِقَاعاً يُسْتَجَابُ فِيهَا اَلدُّعَاءُ فَتِلْكَ اَلْبُقْعَةُ مِنْ تِلْكَ اَلْبِقَاعِ"(عدة الداعي و نجاح الساعي ج ١، ص ٥٧)

6