بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب التساؤل الاول هذا التساؤل ياتي على جيمع الانبياء فكيف عرفوا ان النازل هو وحي من السماء وجوابا عليه نقول: اولا: وردت رواية عن الامام الصادق عليه السلام جاء في (تفسير العياشي) عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : كيف لم يخف رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان ؟ قال (عليه السلام) : ( إن الله إذا اتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار فكان يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه ). وهذه الصفة والسمة لا يفقهها ولا يعرفها غير الانبياء فتكون عندهم الحقائق حاضرة عيانا امامهم كانهم يرونها بل اكثر من ذلك فالنبي محمد صلى الله عليه واله هو افضل من خلق الله تعالى وهو قبل الخلق من عالم النور وقبل عالم الذر والاصلاب وجبريل هو من يحتاج النبي صلى الله عليه واله كي ينزل ويصعد لا ان النبي صلى الله عليه واله يشك في ان هذا وحي او ليس بوحي فعندما نجهل مقام النبي صلى الله عليه واله ياتي الشيطان ويحاول ان يزعزع عقيدة الناس ثانيا: نحن عقيدتنا بالنبي (صلى الله عليه واله) صادق لا يكذب ابدا فاذا كان يقول ان الله اوحى له عن طريق الامين جبرائيل فانا نصدقه بلا شك ولا ريب ثالثا: القران عندنا صادق لا يعتريه زيف او زيغ وهو من قال: ((وَ إِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى‏ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ))(سورة الشعراء، من آية ١٩٢، إلى آية ١٩٤ ). اما سؤالكم الثاني يمكن الجواب عنه بعدة اجوبة: اولا: انه لو كان الجن قادرا على مواجهة القران الكريم لظهر لنا وبان فالجن يمكنه ان يتصل ببعض الناس او هو يتجسد بشكل انسان او يوحي الى الانس السورة التي من تاليفهم وهذه الامكانيات ممكنة للجنة ولما لم يكن هناك فهذا يعني عجزه عن ان ياتي بسورة مثل القران الكريم. ثانيا: ان اعظم مواجهة تكون مع ابليس والشياطين هو بالقران الكريم فان القران والدين الاسلامي الذي جاء به الخاتم صلى الله عليه واله يعد اكبر عدو لهم لان هداية الامة تكون بالقران والعترة فلو امكن للشيطان ان يرد القران وياتي بما يساويه كان اسهل عليه بكثير من ان يخوض غمار الجهد الجهيد في اضلال الناس عن القران في الدين الاسلامي الا انه لما عجز عن ان يجابه القران الكريم بعلمه وفصاحته افضل له بكثير من المواجهة على مر الزمان ثالثا: ان الجن نفسهم يخبرون عن الله تعالى عظمة القران الكريم يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز على لسان الجن: ((قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً (2) وهذا اقرار عن بعض الجن بعظمة القران وانه شيء عجيب ومن سماته الهداية فلو كان القران شيئا عاديا عندهم وممكنا فما قالوا مقولتهم هذه فهذا يكشف عن عظيم القران وبالتالي يتضح انهم لا يقدرون على مثله. رابعا: القران الكريم يخبرنا عن ان الجن والانس لا يقدرون على ان ياتوا بمثله كما في قوله تعالى: ((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)) (الاسراء:88). والقران صادق مصدق من صادق مصدق على يد صادق مصدق فاذا اخبرنا انه لا يقدر احد ان ياتي بمثله فهذا يعني ان الجن لا يستطيعون ان ياتوا بمثله. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته