بان ( 20 سنة ) - العراق
منذ سنة

عصمة الأئمة (عليهم السلام)

قرأت في كتاب منتهى الآمال الجزء الثاني أن الأمام الرضا عليه السلام دعا على نفسه بالموت بسبب مايلقيه من أذى من المأمون فيقول من ضمن دعائه اللهم عجل لي الساعة هل يجوز الأنسان أن يدعو على نفسه الموت كيف وهو إمام معصوم


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب الدعاء الوارد عنه عليه السلام هو هكذا : ((إذا رجع يوم الجمعة من الجامع ، وقد اصابه العرق والغبار ، رفع يديه وقال : اللهم ان كان فرجي مما انا فيه بالموت ، فعجل لي الساعة)) ولم يزل مغموما مكروبا إلى ان قبض ( عليه السلام ) وهذا المعنى ليس فيه ما اشكل على جنابكم فان الدعاء بالفرج شيء مطلوب ولو كان بالموت فيمكن لي ان ادعو على الاعداء مثلا واقول يارب ان كان هلاك اعدائك بشهادتي فعجل لي بالشهادة وهو نفس ما ينسب لجده الحسين عليه السلام ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى فالفرج هو النجاة من الظالم والامام عليه السلام يدعو الله تعالى ان كنت يارب ترى الفرج على عبدك مما هو فيه بموته فاطلب منك ان تعجل لي فرجك وليس في هذا استنكار على الله ولا جحودا لنعمة الحياة وانما هو دعاء للخلاص من الظلم الذي ألم به من المامون وجلاوزته وهو شيء ممدوح ان ترجع الى الله تعالى وتطلب منه ان يخلصك من ظلم الظالمين ولو بالموت والراحة من ظلمهم فالظلم من امثال هؤلاء لعله اشد من الموت والموت راحة منهم فالانسان يدعو الله ان يمن عليه بما فيه الراحة من الظالمين وهذا لا يقدح بعصمتهم عليهم السلام فطلب الموت ان كان جحودا لنعمة الحياة فيه ما يسيء للداعي من جحود النعمة اما اذ هو لطلب نعمة اعظم وان هذه الحياة مع هؤلاء هي موت في الحياة فهو في عمقه يطلب الحياة والخلاص من هؤلاء الظالمين وهو كله مشروط بانه لو كان في الموت الفرج من هؤلاء اما لو لم يكن فهو لا يريده فهذا في مرتبة عالية من التسليم لله تعالى. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته