( 23 سنة ) - العراق
منذ سنتين

تعدد الزوجات

السلام عليكم كيف كانت تعدد الزوجات قبل النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم فهل كانت أربعة او اقل او اكثر كم زوجة كان يحق للرجل أن يتزوج في نفس الوقت


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم إنَّ تعدد الزوجات من السنن المنتشرة والمشهورة بين المجتمعات البشرية وكانت في بعض المجتمعات تُعدُ ضرورة حيوية تكاد تكون واجباً أخلاقياً،فقد كانت سنة تعدد الزوجات من السنن المنتشرة في الكثير من الحضارات كما في: إيران، الصين، الهند، ومصر، وكذلك الحال في الشرائع السابقة كما في شريعة نبي الله موسى عليه السلام. لقد جاءت التوراة مبيحة لتعدد الزوجات دون أن تحدد عدداً معيناً، وكانت تذكر الأنبياءعليهم السلام الذين عددوا الزوجات من غير قدر محدود كما تذكر غيرهم،وقد ورد في التوراة: (فَذَهَبَ عِيسُو إِلَى إِسْمَاعِيلَ وَأَخَذَ مَحْلَةَ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أُخْتَ نَبَايُوتَ، زَوْجَةً لَهُ عَلَى نِسَائِهِ). لم يرد في المسيحية نص صريح بمنع تعدد الزوجات، ولا يوجد في الأناجيل نص على المنع، بل في بعض رسائل بولس ما يفيد أن التعدد جائز، فقد قال: (يلزم أن يكون الأسقف زوجاً لزوجة واحدة)، ففي إلزام الأسقف واحدة بذلك دليل على جوازه لغيره، وقد ثبت تاريخياً أن بين المسيحيين الأقدمين من كانوا يتزوجون أكثر من واحدة، وفي آباء الكنيسة الأقدمين من كان لهم كثير من الزوجات. لكنه شاع في المجتمعات البشرية، ومن قديم التاريخ، نظام تعدد الزوجات لدى قسم من الرجال في المجتمع، ولم يكن ذلك حالة عامة، في أي مجتمع من المجتمعات، بحيث يتزوج كل رجل أكثر من زوجة، وإنما كان يحصل أن يتزوج بعض من الرجال عدداً من النساء، وغالبا ما كان أولئك الرجال الذين تتعدد زوجاتهم من طبقة الحاكمين، أو الأثرياء والنافذين. ومن أشهر الشعوب التي أخذت بنظام تعدد الزوجات في العصور القديمة: العبريون، والعرب في الجاهلية، والصقالبة، وبعض الشعوب السكسونية، وكان معمولا به لدى اليهود، والإيرانيين في عهد الساسانيين، ولدى شعوب أخرى، وقد أباحت اليهودية تعدد الزوجات، ولم يرد في المسيحية نص يمنعه. ولم يكن لتعدد الزوجات حد في بعض المجتمعات، كعرب الجاهلية، فقد ورد أن غيلان بن سلمة أسلم على عشر نسوة، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ” أمسك أربعاً وفارق سائرهن”. وروى أبو داود وابن ماجة، عن قيس بن الحارث قال: أسلمت وعندي ثمان نسوة، فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فذكرت ذلك له، فقال: اختر منهن أربعاً. وذكر (کریستینسن) في كتاب (إيران في زمان الساسانيين): إن مبدأ تعدد الزوجات يعد الأساس في تشكيل العائلة، وكان للرجل أن يتزوج من النساء ما وسعه. وتحدث العالم المؤرخ (ول دیورانت) في موسوعته قصة الحضارة، عن نظام تعدد الزوجات في التاريخ البشري، والمبررات التي أنتجته في المجتمعات الإنسانية، ونقتطف من تحليله الفقرات التالية: لقد ظن رجال الدين (المسيحي) في العصور الوسطى، أن تعدد الزوجات للزوج الواحد، نظام إبتكره محمد إبتكاراً لم يسبق إليه، لكنه في الواقع نظام سابق للإسلام بأعوام طوال، لأنه النظام الذي ساد العالم البدائي، وهنالك من الأسباب عدة عممت كلها على تعميم هذا النظام ونشره. إن حياة الرجال في المجتمع الأول: كانت أشد عنفاً، وأكثر تعرضاً للخطر، بسبب إضطلاعهم بالصيد والقتال، ولذا زاد الموت في الرجال عليه في النساء، وسبب لزيادة في عدد النساء يضع أمام المرأة اختيارا بين حالتين: فإما تعدد الزوجات للرجل الواحد. وإما عزوبة عقيمة ليس عنها محيص لبعض النساء. كذلك يحب الرجال أن تكون عشيراتهم في سن الشباب، وللنساء یکتهلن بسرعة في المجتمعات البدائية، بل إن النساء أنفسهن كنّ أحيانا يحبّذن تعدد الزوجات، حتى يباعدن بين فترات الولادة، دون أن ينقصن عند الرجل شهوته وحبه للنسل، وأحياناً ترى الزوجة الأولى، وقد أبهضها عبء العمل، تشجع زوجها على الزواج من إمرأة ثانية، حتى تقاسمها مشقة العمل، وتنسل للأسرة أطفالا يزيدون من إنتاجها وثرائها. ولا شك أن تعدد الزوجات، لائم حاجة المجتمع البدائي في ذلك الصدد، أتم ملاءمة، لأن النساء فيه يزدن عدداً على الرجال، وقد كان لتعدد الزوجات فضل في تحسين النسل، أعظم من فضل الزواج من واحدة، الذي نأخذ به اليوم، لأنه بينما ترى أقدر الرجال وأحكمهم في العصر الحديث، هم الذين يتأخر بهم الزواج عن سواهم، وهم الذين لا ينسلون إلا أقل عدد من الأبناء، ترى العكس في ظل تعدد الزوجات، الذي يتيح لأقدر الرجال أن يظفروا -على الأرجح – بخير النساء، أن ينسلوا أكثر الأبناء، ولهذا استطاع تعدد الزوجات أن يطول بقاؤه بين الشعوب الفطرية كلها تقريباً، بل بين معظم جماعات الإنسان المتحضر، ولم يبدأ في الزوال في بلاد الشرق إلا في عصرنا الحاضر، لأنه قد تآمرت على زواله بعض العوامل. وفي هذه الحالة أصبح تعدد الزوجات المكشوف، حتى في الجماعات البدائية، ميزة تتمتع بها الأقلية الغنية وحدها، أما سواد الناس فلا يجاوزون الزوجة الواحدة، ثم يخففون وطأة ذلك على نفوسهم بالزنا، بينما ترى أقلية أخرى آثرت العزوبة راضية أو كارهة. دمتم في رعاية الله

1