السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
الظاهر ان الخطاب في الآية الكريمة ، متوجه إلى المجرم المتمرد العاصي الكافر ،وبعد كل أنواع العذاب الجسمي التي وردت في الايات السابقة ،( إن شجرت الزقوم (43) طعام الأثيم (44) كالمهل يغلى في البطون (45) كغلى الحميم (46) خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47) ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم (48) )، تبدأ العقوبات الروحية والنفسية، فيقال لهذا المجرم المتمرد العاصي الكافر: ذق إنك أنت العزيز الكريم فأنت الذي كنت قد قيدت البؤساء فباتوا في قبضتك تظلمهم كيف شئت، وتعذبهم حسبما تشتهي، وكنت تظن أنك قوي لا تقهر، وعزيز لا يمكن أن تهان ويجب على الجميع احترامك وتقديرك.
نعم، أنت الذي ركبك الغرور فلم تدع ذنبا لم ترتكبه، ولا موبقة لم تأتها، فذق الآن نتيجة أعمالك التي تجسدت أمامك، وكما أحرقت أجسام الناس وآلمت أرواحهم، فليحترق الآن داخلك وخارجك بنار غضب الله والماء المغلي الذي يصهر ما في بطونهم والجلود.
وجاء في حديث أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ يوما بيد أبي جهل وقال: " أولى لك فأولى " فغضب أبو جهل وجر يده وقال: بأي شئ تهددني؟ ما تستطيع أنت وصاحبك أن تفعلا بي شيئا، إني لمن أعز هذا الوادي وأكرمه.
والآية ناظرة إلى هذا المعنى، فتقول: عندما يلقونه في جهنم يقولون له: ذق يا عزيز مكة وكريمها .
دمتم في رعاية الله