الموسوي ( 44 سنة ) - العراق
منذ سنتين

حديث شريف

ماصحة الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حب الوطن من الإيمان هل الحديث صحيح ودمتم سالمين


اهلا وسهلا بالسائل الكريم اولا : الرواية مرسلة . ثانيا : حب الوطن من الايمان: لقد ورد عنهم عليهم السلام أن " حب الوطن من الايمان " وإننا بغض النظر عن سند هذا الحديث. لربما يصعب علينا - لأول وهلة - تصور معنى سليم ومقبول لهذه الكلمة؟ إذ لماذا يكون حب الوطن من الايمان؟! وهل يمكن أن يكون لهذا التراب بما هو تراب، ولد الانسان عليه، وعاش في أجوائه، مهما كان وضعه الجغرافي سيئا، قيمة واحترام إلى حد أن يعتبر حبه من الايمان؟ وبسوى هذا الحب، فإن الايمان يكون ناقصا، وليس فيه تلك الفاعلية المتوخاة؟. وأننا في مقام الإجابة على هذا السؤال، نقول: أن هذا الحب الذي يهتم به الاسلام لا يمكن أن يكون حبا عشوائيا، لا هدف له، ولا فائدة منه. ولا في خط مخالف للاسلام. وإنما هو حب منسجم مع أهداف الاسلام العليا، ومن منطلق إيماني واقعي إلهي، فإنه " من الايمان ". كما أن الوطن الذي يعتبر الاسلام حبه من الايمان، ليس هو محل ولادة الانسان، وإنما هو الوطن الاسلامي الكبير، الذي يعتبر الحفاظ عليه حفاظا على الدين والانسانية، لان به يعز الدين، وتعلو كلمة الله، وهو قوة للاسلام، لأنه محل استقرار وهدوء، وموضع بناء القوة فكريا وروحيا وماديا، ثم الحركة على صعيد التنفيذ للانتقال إلى الوضع الأفضل والأمثل. أما حيث الغربة وعدم الاستقرار، فهناك الضياع، وهدر الطاقات، وحيث لا يجد الانسان الفرصة للتأمل والتفكير في واقعه، ولا في مستقبله، ولو أنه استطاع ذلك، فلسوف لا يستطيع تنفيذ قراراته، لعدم المركزية التي تمنحه الحركة المنظمة، والثابتة. ثم التركيز والاستمرار. نعم، إن الوطن ليس إلا وسيلة للدفاع عن الدين والحق، وللوصول إلى الاهداف الخيرة والنبيلة، فالدين والانسان هو الأصل، والوطن وغيره لا بد وأن يكون في - خدمة هذا الدين، ومن أجل ذلك الانسان. فمن يحافظ على وطنه، ويحبه بدافع الحفاظ على الاسلام؟ وحبه، فإن حفاظه وحبه هذا يكون من الايمان. وأما إذا كان الوطن وطن الشرك والكفر والانحراف، والانحطاط بإنسانية الانسان؟ فإن الحفاظ على وطن كهذا وحبه يكون حفاظا على الشرك وتقوية له، كما أن حبه هذا يكون من الكفر والشرك، لا من الايمان والاسلام. ومن أجل ذلك فقد حكم الاسلام والقرآن على من كان في بلاد الشرك، وكان بقاؤه فيها موجبا لضعف دينه وإيمانه: أن يهاجر منها إلى بلاد الايمان والاسلام، إلى حيث يستطيع أن يحتفظ بدينه قويا فاعلا، وبإنسانية خلاقة نبيلة قال تعالى: في إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا: فيم كنتم؟ قالوا: كنا مستضعفين في الأرض قالوا: ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها؟ فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا " .بل إن محل ولادة الانسان إذا كان يحارب الدين الحق، ويسعى في اطفاء نور الله، فإنه يجب تدميره على كل أحد حتى على نفس هذا الذي ولد وعاش فيه . ومن هنا نعرف أن هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة كانت هجرة طبيعية ومنسجمة مع مقتضيات الفطرة والعقل السليم والفكر الصحيح، الذي يلاحظ سمو الهدف ونبل الغاية، ويقيم كل شئ انطلاقا من ذلك الهدف، وعلى طريق الوصول والحصول على تلك الغاية. السيد جعفر مرتضى العاملي .

2