( 25 سنة ) - العراق
منذ سنة

زيارة الائمة والسلام عليهم

السلام عليكم زيارة الائمة فيها فضل عظيم لمن يزورهم، لكن ماذا عن الائمة هل ينتفعون بزيارة الناس لهم وهل يفرحون بها وما معنى السلام على الإمام هل يختلف معناه عن السلام على الناس؟ وسؤال اخر لماذا فضل الإمام الجواد عليه السلام زيارة الإمام الرضا على الإمام الحسين بسبب ان عدد من يزور الإمام الرضا قليل حسب ما فهمت من الحديث، هل هذا يعني ان الائمة ينتفعون من زيارة الناس لهم؟ ارجو الإجابة جزاكم الله خيرًا


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم جواب السؤال الأول : إنّ الزيارة في الثقافة الشيعية تعكس نوعاً من الولاء والارتباط بالمعصومين (عليهم السلام)؛ ومن هنا ارتبطت الزيارة ارتباطاً وثيقاً بحب أهل البيت (عليهم السلام) وموالاتهم والبراءة من أعدائهم، وهي تعكس مدى الوفاء الذي يكنه الزائر للمزور واستجابة لحق الولاية لهم حيث يؤمن الشيعة بأن ولاية النبي والأئمة (صلوات الله عليهم) لا تنحصر في حياتهم فقط بل هذا المقام يبقى محفوظا لهم حتى بعد وفاتهم. ومن معطيات ولاية الإمام تسلطه على القلوب بمعنى أنّه مهيمن على قلوب الأفراد ومشاعرهم ومحيط بها. وقد جاء في الكثير من متون الزيارات اعتراف بتلك الولاية والإمامة كما في المقطع الذي يقول فيه الزائر «اشهد أنك تشهد مقامي وتسمع كلامي وترد سلامي». ولا ريب أن لزيارة المؤمنين ثمرات ذات اتجاهين منها ما يعود على الزائر ومنها ما يرجع إلى المزور، فبالإضافة إلى الثواب المترتب على زيارة المؤمن فان الروايات أكدت على أنّ صاحب القبر يفرح بزيارة قبره. ومن الفوائد المترتبة على زيارة قبور المؤمنين تذكّر الموت والعبرة والاستعداد لإصلاح النفس. ومن الثابت قرآنياً وروائياً أن النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار (عليهم السلام) هم المصداق الأول والبارز للإنسان الكامل وأنهم أحبّ الخلق إلى الله تعالى لما اتسموا به من صفات الكمال تقوى وورعاً و... وقد عصمهم الله من كل الذنوب والمعاصي، وقد أمر بحبّهم وولائهم وأن من حاربهم فقد حارب الله تعالى.فلا يصل الإنسان إلى مقام القرب الإلهي إلا بمحبتهم وقبول ولايتهم. من هنا يتضح لنا الفضل المترتب على زيارتهم باعتبارها تمثل أفضل الطرق للتواصل مع أئمة الدين المعصومين (عليهم السلام) ومع الإنسان الكامل مما يوجب فلاح الإنسان وترسيخ الجانب المعنوي في شخصيته، بالإضافة إلى ما تنطوي عليه من تكريم الأئمة وتعزيز الآصرة القلبية بين الزائر والإمام واستمرار المسيرة الروحية التي يتحرك فيها المؤمن تأسياً بهم (عليهم السلام). ومن الثمار المترتبة على الزيارة غفران الذنوب والفوز بشفاعة الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وإنجاح طلبات الزائرين. ونشير إلى نماذج من الروايات التي تشير إلى ثمار الزيارة وما يترتب عليها: روي عن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة». وعن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال: «إِنَّ لكُلِّ إِمامٍ عهداً في عُنق أَوليائه وشيعتهِ وإِنَّ مِنْ تمام الوفاءِ بالعهد زيارةَ قبورهمْ فمن زارهُمْ رغبةً في زيارتهم وتصديقاً بما رغِبُوا فيه كان أَئِمَّتُهُمْ شُفَعَاءَهُمْ يوم القيامة». وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «مَنْ زار قبرَ الحسين (عليه السلام) للَّهِ وفي اللَّه أَعْتَقَهُ من النَّار وآمنهُ يومَ الفزع الأَكبر ولمْ يسأَل اللَّهَ حاجةً من حوائج الدُّنْيَا والآخرة إِلَّا أَعْطَاهُ». عن الإمام الرضا (عليه السلام) أيضا: «مَنْ زارني على بُعْدِ داري ومزاري أَتَيْتُهُ يوم القيامة في ثلاثَةِ مواطن حتَّى أُخَلِّصَهُ من أَهْوَالِهَا: إِذا تَطَايَرَتِ الْكُتُبُ يَمِيناً وَشِمَالا وعندَ الصِّرَاطِ وعند الميزان». جواب السؤال الثاني : الروايات تؤكد علي زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) تأکيداً بالغاً بحيث يصل لحد اللزوم وهناك رواية سئل الراوي (هل يزور الحسين أم الرضا)؟ فيقول الإمام (عليه السلام): زر الإمام الرضا (عليه السلام)، وتشير الرواية‌ إلي علة ذلك وهو إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) يزوره كل شيعي حتي لولم يكن إمامياً لكن الإمام الرضا (عليه السلام) يزوره الإمامي فقط فزوّاره أقل من زوار الإمام الحسين (عليه السلام) فالأولي زياته من هذه الناحية وعليه فيكون الحكم ظاهراً‌ خاصاً بذلك الزمان فالأولي لمن لم يزر الإمام الحسين (عليه السلام) أن يزوره ثم يزور سائر الأئمة (عليهم السلام) وأما من زاره فالأولي أن يزور الإمام الرضا (عليه السلام) ليدرك هذه الفضيلة أيضاً. دمتم في رعاية الله