السلام عليكم حديث ابا عبد الله عليه السلام((ان العبد ليكون مظلوما فما يزال يدعو حتى يكون ظالما))
بما انه رب العالمين ما راح يظلمه بدعائنه عليه ويعاقبه على قدر استحقاقه فكيف يكون الانسان ظالم بدعاءه ع الظالم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا بالسائل الكريم
ذكر المجلسي في بيان معنى ذلك الحديث في عدّة وجوه ما هو لفظه :
بيان: " فما يزال يدعو " أقول: يحتمل وجوها:
الأول أنه يفرط في الدعاء على الظالم حتى يصير ظالما بسبب هذا الدعاء كأن ظلمه بظلم يسير كشتم أو أخذ دراهم يسيرة، فيدعو عليه بالموت والقتل والفناء أو العمى أو الزمن، وأمثال ذلك، أو يتجاوز في الدعاء إلى من لم يظلمه كانقطاع نسله أو موت أولاده وأحبائه أو استيصال عشيرته، وأمثال ذلك، فيصير في هذا الدعاء ظالما.
الثاني أن يكون المعنى أنه يدعو كثيرا على العدو المؤمن ولا يكتفي بالدعاء لدفع ضرره، بل يدعو بابتلائه، وهذا مما لا يرضى الله به، فيكون في ذلك ظالما على نفسه، بل على أخيه أيضا، إذ مقتضى الاخوة الايمانية أن يدعو له بصلاحه، وكف ضرره عنه، كما ذكره سيد الساجدين عليه السلام في دعاء دفع العدو وما ورد ومن الدعاء بالقتل والموت والاستيصال فالظاهر أنه كان للدعاء على المخالفين وأعداء الدين، بقرينة أن أعداءهم كانوا كفارا لا محالة كما يومئ إليه قوله تعالى:
" ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم " (1) وسيأتي عن علي بن الحسين عليهما السلام أن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يذكر أخاه بسوء ويدعو عليه قالوا له: بئس الأخ أنت لأخيك كف أيها المستر على ذنوبه وعورته وأربع على نفسك، واحمد الله الذي ستر عليك، واعلم أن الله عز وجل أعلم بعبده منك.
الثالث ما قيل: إنه يدعو كثيرا ولا يعلم الله صلاحه في إجابته، فيؤخرها فييئس من روح الله، فيصير ظالما على نفسه، وهو بعيد.
الرابع أن يكون المعنى أنه يلح في الدعاء حتى يستجاب له فيسلط على خصمه فيظلمه فينعكس الامر، وكانت حالته الأولى أحسن له من تلك الحالة.
الخامس أن يكون المراد به لا تدعوا كثيرا على الظلمة فإنه ربما صرتم ظلمة فيستجيب فيكم ما دعوتم على غير كم.
السادس ما قيل: كأن المراد من يدعو للظالم يكون ظالما لأنه رضي بظلمه كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه.
وأقول: هذا أبعد الوجوه.