ابو علي ( 40 سنة ) - العراق
منذ سنة

الاستغاثة بالنبي (صلى الله عليه واله)

كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه واله وسلم من هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنه لا يُستغاث بي وإنما يُستغاث بالله ) ]: يحتج بعض السنة بهذا الحديث عن تحريم الاستغاثة والتوسل ايضاً فما رأيكم بهذا الحديث


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ((أولا - أن المراد منها أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أراد أن ينبههم على أن المستغاث به الواقعي هو الله تعالى ، فيكون مثل قوله تعالى : * ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) * ، فلا يعارض ذلك ما دل على جواز الاستغاثة ووقوعها. ثانيا - أن المانعين من الاستغاثة انما منعوا من الاستغاثة في الامور التي لا يقدر عليها ، ودفع شر المنافق كان مقدورا للنبي ( صلى الله عليه وآله ) كما دفع شر من هو أعظم منه بقدرة الله تعالى فلا معنى لهذه الرواية اصلا لان الاستغاثة بالنبي لاجل منع شر المنافق شيء ميسور للنبي ومقدور له ولا خلاف عند احد بجواز طلب العون الاغاثة في الامور المقدورة والا لبطلت كل الحياة فانها قائمة على المساعدة بين الناس. ثالثا - لو كان شركا لنبه النبي ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر عليه وأمره بالتوبة ، ونهاه عن إعادته. رابعا - كل ذلك مع فرض صحة سند الرواية ، لكن لم تثبت ، بل الثابت عدمها ، لأن في السند " ابن لهيعة " وقد ضعفوه))(منقول بتصرف عن الموسوعة الفقهية الميسرة للشيخ محمد علي الانصاري ج3/ص16) واضيف جوابا عنها خامسا: ان هذه الرواية لم ترد في مصادرنا بل وردت في مصادر اخواننا السنة وليست هي حجة علينا اصلا ومع ذلك هي ضعيفة حتى على مبانيهم الرجالية كما تقدم سادسا: على فرض صحة هذه الرواية فهي تمنع من الاستغاثة بالحي وقد اجاز جميع العلماء الاستغاثة بالحي ولا يوجد من يمنع ذلك وقضية الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه واله في اوقات الجفاف اشهر من نار على علم فتكون هذه الرواية معارضة لاوضح الواضحات عند الجميع ولابد من حملها على وجه من الوجوه التي لا تتنافى مع جواز الاستغاثة بالاحياء. سابعا: لو فرضنا صحة هذه الرواية ودلالتها على المنع من لااستغاثة بالحي فهذا يعني ان ابا بكر لم يكن يفقه اول الاوليات وكان مشركا في عقيدته بحسب مقاييس المتمسكين بهذه الرواية فهم بين امرين احلاهما مر اما ان يقولوا بصحة الرواية وشرك ابي بكر واما ان يقولوا بعدم صحة الرواية او صحيحة ولكن لا تدل على منع الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه واله. ثامنا: ثبوت العقيدة الحقة في تفاصيل جميع العقائد لا يمكن ان يعتمد على رواية من هنا وهناك مع وجود سيل من الادلة على جواز الاستغاثة بالحي والميت من القران والروايات فهذه الرواية لو قبلناها مع كل هذه المساوء فلا يمكن الاعتماد عليها فانها مخالفة للادلة القطعية من القران والسنة على جواز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه واله واهل بيته عليهم السلام ويمكنكم مراجعة الادلة في الاسئلة الموجودة في المجيب فهي كثيرة ونافعة ان شاء الله تعالى. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته