logo-img
السیاسات و الشروط
( 67 سنة ) - السعودية
منذ 3 سنوات

الدعاء

هل صحيح ما ورد في نهاية دعاء الإمام الحسين ع يوم عرفة ليس من أصل الدعاء انا الفقير في غناي فكيف لا اكون فقيرا في فقري؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم إنّ الكفعميّ في كتابه «البلد الأمين»، والمجلسي في «زاد المعاد»لم يُوْرِدا هذا الذّيل. وللمجلسيّ في المجلد الثامن والتسعين من «البحار»هذه العبارة: (قد أورد الكفعمي رحمه الله أيضاً هذا الدعاء في البلد الأمين وابن طاوس في مصباح الزائر كما سبق ذكرهما، ولكن ليس في آخره فيهما بقدر ورق تقريباً وهو من قوله: «إلهي أنا الفقير في غناي ..» إلى آخر هذا الدعاء، وكذا لم يوجد هذه الورقة في بعض النسخ العتيقة من الإقبال أيضاً، وعبارات هذه الورقة لا تلائم سياق أدعية السّادة المعصومين أيضاً، وإنّما هي على وفق مذاق الصوفية، ولذلك قد مال بعض الأفاضل إلى كون هذه الورقة من مزيدات بعض مشايخ الصوفية ومن إلحاقاته وإدخالاته). عندما يقرأ المرء هذه العبارات يجدُ أنّ الحقَّ واقعاً مع المرحوم المجلسيّ، فهي عباراتٌ لا تُلائم لحن وسياق أدعية الأئمّة، فإنّك إذا قرأتَ الصحيفة السجّادية من أوّلها إلى آخرها [لن تجد مثل هذا التعبير]،كعبارة«إلهي طهّرني من شكّي وشِرْكي قبل حلول رَمْسي»، نعم؛ من الممكن أن يكون تعبيرٌ بهذا النحو: «أعوذ بك من الشكّ والشرك»، ولكن لا يكون هكذا: «إلهي طهّرني من شكّي وشِرْكي قبل حلول رَمْسي». أو تعبيرٌ آخر: «إلهي حقّقني بحقائق أهل القُرب، واسلك بي مسلك أهل الجذب». التعبير بـ«أهل الجذب» و«أهل القُرب» من اصطلاحات العُرفاء والصوفيّة، «المقرّبون» قد وردت في القرآن الكريم «والسّابقون السّابقون * أولئك المقرَّبون»، أمّا أهل القُرب فلا. أو عبارة: «إلهي، علمتُ باختلاف الآثار وتنقُّلاتِ الأطوار أنَّ مُرادك منِّي أن تتعرّفَ إليّ في كل شيءٍ حتى لا أجهلَك في شيءٍ»، هي تعبير لا يتناسب واقعاً مع الإمام المعصوم وسياق الأدعية، ومن هذه الجهة يحصل للمرء ظنٌّ قويٌّ بأنّ ذيل دعاء عرفة ليس من الإمام (عليه السلام). ولو أرادَ شخصٌ أن يقرأها بعنوان الرّجاء أو بعنوان الاحتمال فلا مانع، ولكننا لا نقدر على القول بأنّ هذا الكلام قد قاله الإمام الحسين (عليه السلام)، ولا سيّما أنّه قد ورد في القسم الأخير من الرواية أنّ الإمام وأهل بيته وأصحابه قد بكوا كثيراً وكرروا قول «يا رب يا ربّ» إلى الغروب، وبعدها قالوا: «آمين»، فانتهى الدّعاء وتوجّهوا إلى المشعر. وقد نقل بعضُ أنّ هناك كتاباً باسم «الحكم العطائية» لأحد العرفاء والصوفيّة من القرن الثامن الهجريّ أو أواخر القرن السّابع، وله مقاماتٌ عرفانيّة باسم «ابن عطاء الاسكندرانيّ» وقال إنّه قد رأى هذه المضامين في ذلك الكتاب. وليس بعيداً أنّ تكون قد أضيفت بالتدريج إلى الدعاء لاحقاً وأُوْرِدَت في آخره. دمتم في رعاية الله

1