كرار حيدر ( 22 سنة ) - العراق
منذ سنة

قراءة القران

السلام عليكم ورحمة الله مافائدة التمسك بالقرآن الكريم والاهتمام بقراءته والتدبر بآياته في الدنيا والاخرة؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم في حديث الثقلين المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: "إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما وإنّهما لن يفترقا حتَّى يردا عليّ الحوض". التمسّك بالقرآن الكريم من أعظم التكاليف الإلهيّة. والتمسُّكُ الصحيح بكتاب الله كما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لن يكون متاحاً بالشكل المطلوب إلا من خلال مراعاة مجموعة من الآداب الظاهريَّة والمعنويّة، والتي بمراعاتها تتحقّقُ الاستفادة الحقيقية من كتاب الله العزيز. من آداب القرآن الظاهرية المواظبة على تلاوته بعد مراعاة آداب الطهارة والاستعاذة من الشيطان الرجيم. ومن أهمّ آثار قراءة القرآن: 1- جلاءُ القلوب: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنَّ القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد فقيل: يا رسول الله وما جلاؤها؟ فقال قراءة القرآن وذكر الموت". 2- كفَّارةُ للذُّنوب: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا سلمان،عليك بقراءة القرآن، فإنَّ قراءته كفّارة للذنوب وستر في النَّار وأمان من العذاب". 3- إحياء للقلوب: وعن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "لا تغفل عن قراءة القرآن فإنَّ القرآن يُحيي القلب وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي". 4- دفع البلاء: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يُدفع عن قارئ القرآن بلاء الدُّنيا ويرفع عن مستمع القرآن بلاء الآخرة". والقرآن الكريم كلام الله وللتمسّك بكلامه آثار طيّبة ومتنوّعة منها: 1- الهداية من الضلالة: القرآن الكريم مظهر هداية الله، وسرّ النجاة من الضلالة: ﴿إِنَّ هذَا القرآن يَهْدي لِلَّتي‏ هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنينَ الَّذينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبير﴾. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّي تارك فيكم الثقلين ما إنْ تمسكتم بهما لن تضلُّوا كتاب الله وعترتي أَهل بيتي وإنَّهما لن يفترقا حتَّى يردا عليَّ الحوض". 2- الارتقاء في مراتب الآخرة: كلُّ آيةٍ من آيات القرآن الكريم تُمثِّلُ درجةً من درجات الجنَّة، وكلَّما تحقَّقَ الإنسانُ بآيةٍ من آيات الكتاب الإلهيّ، كلَّما ارتقى في مراتب الجنَّة. فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "عدد درج الجنَّة عدد آيات القرآن، فإذا دخل صاحب القرآن الجنَّة قيل له، اقرأ وارق لكلِّ آية درجة فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة". 3- الشِّفاءُ: القرآن هو الشافي الحقيقي لأمراض النفوس المزيل لأمراض القلوب، وهو إكسيرُ السعادة في الدَّارين. فمن أراد أنْ يُطهِّر باطنه من الأمراض والرذائل الأخلاقية والذُّنوب الممحقة ما عليه سوى التَّمسك بهذا النور الإلهيّ. قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ القرآن ماهُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنينَ وَلا يَزيدُ الظَّالِمينَ إِلاَّ خَسار﴾. 4- حملته يحشرون مع الأنبياء: من كرامة الله على حامل القرآن أنْ يرزقه ثوابَ الأنبياء ويحشره معهم، فعن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنَّ أَكرم العباد إلى الله بعد الأنبياء العلماء، ثمَّ حملةُ القرآن يخرجون من الدُّنيا كما يخرج الأنبياء ويُحشرون من قبورهم مع الأنبياء، ويمرّون على الصراط مع الأنبياء ويأخذون ثواب الأنبياء، فطوبى لطالب العلم وحامل القرآن ممّا لهم عند الله من الكرامة والشرف". 5- النجاة من العذاب: لأنّ الله تعالى لا يُعذِّبُ من تلبَّسَ برداء القرآن ظاهراً وباطناً، لأنّه صار مظهراً للقرآن خَلقاً وخُلقاً، ولأنّ القرآن هو الجنَّة نفسها. فعن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اقرؤوا القرآن واستظهروه فإنَّ الله تعالى لا يُعذّب قلباً وعى القرآن". 6- الخروج من الظلمات إلى النور: فهو الكتاب السماوي الوحيد الذي يهدي إلى سبل الخير والسَّلام، وهو نور الله المتّصل بين الأرض والسماء، والصراط المستقيم الذي من سلكه نجا ومن تخلَّفَ عنه هلك: ﴿قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبينٌ * يَهْدي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلام وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْديهِمْ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقيم﴾. 7- الشفاعة: من نعم الله السَّابغة على المتمسِّكِ بالقرآن الكريم، أنْ يرزقَه الشَّفاعةَ التي هي من أهمّ خصائص الأنبياء والأولياء والشُّهداء، فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من استظهر القرآن وحفظه، وأحلّ حلاله، وحرّم حرامه، أدخله الله به الجنَّة وشفَّعه في عشرة من أهل بيته كلّهم قد وجب له النَّار". 8- الإيمان: تجذُّر الإيمان في النفس وتكامله، هو من أهمّ الآثار المترتّبة على التمسّك الحقيقي بالقرآن الكريم: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إيماناً وَعَلى‏ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾. 9- الخشوع: من المواهب السَّنـيَّة التي يهبها الله تعالى للمتحقِّق بآيات القرآن، أنْ يلين قلبه ويجعلَهُ خاشعاً من خشيته: ﴿لَوْ أَنْزَلْنا هذَا القرآن عَلى‏ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ الله﴾.‏ وقال عزَّ اسمه: ﴿الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَديثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثمَّ تَلينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى‏ ذِكْرِ الله﴾. دمتم في رعاية الله