الشرك والتوحيد واختلاط الامر

بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ليس في هذه العبارة شرك فهو لا يريد ان الفضل الذي قدمه له الشخص هو تفضل منه مستقلا بلا تدخل السماء وان العطاء الذي صدر من احد الناس له هو عطاء من امور خارج عن سلطان الله وبالتالي يكون هذا نداً لله تعالى لا يوجد من يقصد هذا وانما كله كن الله ولولا الله اعطى لهذا الانسان كل هذا العطاء فقد اعطاه يدا وعقلا ورزقه مالا وغير ذلك الكثير وهذا الانسا بهذه العطايا التي هي كلها من الله تعالى تمكن ان يعطيني والا فلو كان مجنونا لا عقل له او عاجزا عن فعل اي شيء فهل يمكنه ان يعطيني ما اعطاني ونسبة الفضل له انما هي تمييزا له عن سائر الخلق اي انت لا غيرك كان فضل الله عن طريقك وكل من يقول هذه العبارة يقصد منها هكذا معنى ولا يوجد من يقصد الشرك والعياذ بالله ويذكر القران عبارة مشابهة وهي عين التوحيد لا شرك فيها وهي قوله تعالى : ((وما نقموا إلاّ أن أغناهم الله ورسوله من فضله))(۱) وهناك رواية وحوار بين الامام الصادق (عليه السلام) وابي حنيفة ترتبط بهذه الاية وكيف هو الفهم السطحي لابي حنيفة عن التوحيد والشرك فقد قال الشيخ الكراجكي طيب الله ثراه : ذكروا أن أبا حنيفة أكل طعاماً مع الاِمام الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) ، فلما رفع الصادق (عليه السلام) يده من أكله قال : الحمد لله ربّ العالمين ، اللهم هذا منك ، ومن رسولك (صلى الله عليه وآله) . فقال أبو حنيفة: يا أبا عبدالله ، أجعلت مع الله شريكاً ؟ فقال له : ويلك ، فإنّ الله تعالى يقول في كتابه : ( وما نقموا إلاّ أن أغناهم الله ورسوله من فضله )(۱) ، ويقول في موضع آخر : ( ولو أنّهم رضوا ما أتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله )(۲). فقال أبو حنيفة : والله ، لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلاّ في هذا الوقت ! فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : بلى ، قد قرأتهما وسمعتهما ، ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك : ( أم على قلوب أقفالها )(3)وقال : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )(4)(5). فعلى الانسان ان يكون دقيقا في في فهم التوحيد والشرك فليس صحيحا ان نتهم الاخرين بالشرك لأجل عبارات لم تتضح لسامعها كما تجرأ ابو حنيفة على امامه وي كأنه يعرف التوحيد والشرك افضل من سيد العلم والمعرفة وهذا امثاله الكثير الذي يتهمون الشيعة به بالشرك وهم في الحقيقة لا دقة لهم في معرفة التوحيد حتى يرمون الناس بالشرك. ____________ (۱) سورة التوبة : الآية ٥۹ . (۲) سورة النساء : الآية ٥۹ . (3) سورة محمد : الآية ۲٤ . (4) سورة المطففين : الآية ۱٤ . (5) كنز الفوائد للكراجكي : ج ۲ ص ۳٦ ـ ۳۷ ، عنه بحار الاَنوار : ج ۱۰ ص ۲۱٦ ح ۱۷ وج ٤۷ ص ۲٤۰ ح ۲٥ . تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته