جعفر كريم ( 13 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الامام يسب الدهر

السلام عليكم ما صحة قول الامام الحسين (ع) (يا دهر افٍ لك) علماً ان سب الدهر حرام


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا بالسائل الكريم أولا : نقله المجلس ذلك في بحاره ما نصه: إن الحسين عليه السلام أمر بحفيرة فحفرت حول عسكره شبه الخندق، وأمر فحشيت حطبا وأرسل عليا ابنه عليه السلام في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ليستقوا الماء وهم على وجل شديد وأنشأ الحسين يقول: يا دهر أف لك من خليل * كم لك في الاشراق والأصيل من طالب وصاحب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل وإنما الأمر إلى الجليل * وكل حي سالك سبيلي ثم قال لإصحابه: قوموا فاشربوا من الماء يكن آخر زادكم، وتوضأوا واغتسلوا واغسلوا ثيابكم لتكون أكفانكم، ثم صلى بهم الفجر وعبأهم تعبية الحرب … ثانيا : المراد من قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تسبوا الدهر ... المزید)، هو أن العرب كانت إذا أقرعتها القوارع ونزلت بها النوازل ألقت الملام على الدهر، فقالت في كلامها وأسجاعها، وأرجازها وأشعارها: إستقاد منا الدهر(أي أخذ منا القود والقصاص), وجار علينا الدهر.. . فكان يقول لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تذموا الذي يفعل بكم هذه الأفعال، فإن الله سبحانه هو المعطي والمنتزع، والمغير والمرتجع، والباسط والقابض.. وقد جاء في التنزيل ما يكشف عن هذا المعنى وهو قوله تعالى: (( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنيَا نَمُوتُ وَنَحيَا وَمَا يُهلِكُنَا إِلاَّ الدَّهرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِن عِلمٍ إِن هُم إِلاَّ يَظُنُّونَ )) (الجاثية:24). فصرح تعالى بذمهم على اعتقادهم أن الدهر يملكهم، ويعطيهم ويسلبهم، ودل بمفهوم الكلام على أنه سبحانه هو المالك للأمر، والمصرف للدهر.. على أنه ينبغي الإشارة إلى أن المراد بالدهر في الحديث هو لازمه في أذهان العرب وهو الإعطاء والمنع، والإحياء والإماتة، والاعثار والإفقار، والقرينة المانعة من أرادة المعنى الأصلي - أي أنه الله - واضحة إذ هو سبحانه ليس زمناً ولا غير زمن بل لا يعلم ذاته تعالى إلا هو، ويجوز أن يكون فيه مجاز بالحذف، لأن الله خالق الدهر. وأما مراد الإمام الحسين (عليه السلام) في قوله عن الدهر، فالمراد به أهل الزمان، الذي كانوا محل الشكاية في قول الإمام (عليه السلام)، وهو استعمال مجازي أيضاً ولا يراد به نفس الزمان.. أو قد يكون هذا المعنى - أي أن يراد به أهل الزمان - هو أحد معنيي الدهر، أي بالإضافة لمعناه المعروف الأخر وهو الأفلاك والأيام... فيكون استعماله له (عليه السلام) في معناه حقيقة. (أنظر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل/ 16/221). ودمتم في رعاية الله (مركز الابحاث العقائدية) .

1