logo-img
السیاسات و الشروط
حسين علي ثامر الصرايفي ( 52 سنة ) - العراق
منذ سنتين

أصحاب الرس

من هم أصحاب الرس ومن نبيهم


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم وقع خلاف حول هوية أصحاب الرس، فهناك من يقول أنهم قرية من قرى قوم ثمود، وقيل أنهم القوم الذي بعث الله لهم شعيب عليه السلام، وروى البعض أنهم القوم الذي قتلوا حبيب النجار أي أنهم من ذكروا في سورة يس. وقيل ان أصحاب الرَّس نسبة إلى نهر أو بئر يُعرف بالرَّس بآذربايجان ، و هم قوم كذَّبوا الأنبياء و الرسل ، و اختاروا الممارسات الجنسية الشاذة و المحرمة كاللواط و السحاق ، فاستغنى رجالهم بالرجال و نساؤهم بالنساء فأهلكهم الله . و في تفسير القمي : أَصْحَابُ الرَّسِّ هُمُ الَّذِينَ هَلَكُوا لِأَنَّهُمْ اسْتَغْنَوُا الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ ، وَ الرَّسُّ نَهَرٌ بِنَاحِيَةِ آذَرْبَايْجَانَ . و جاء في معاني الأخبار في مَعْنَى أَصْحَابِ الرَّسِّ : أَنَّهُمْ نُسِبُوا إِلَى نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الرَّسُّ مِنْ بِلَادِ الْمَشْرِقِ ، وَ قَدْ قِيلَ إِنَّ الرَّسَّ هُوَ الْبِئْرُ ، وَ إِنَّ أَصْحَابَهُ رَسُّوا نَبِيَّهُمْ بَعْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ( عليهما السلام ) ، وَ كَانُوا قَوْماً يَعْبُدُونَ شَجَرَةَ صَنَوْبَرٍ يُقَالُ لَهَا " شَاهْ دِرَخْتْ " كَانَ غَرَسَهَا يَافِثُ بْنُ نُوحٍ ، فَأَنْبَتَتْ لِنُوحٍ بَعْدَ الطُّوفَانِ ، وَ كَانَ نِسَاؤُهُمْ يَشْتَغِلْنَ بِالنِّسَاءِ عَنِ الرِّجَالِ ، فَعَذَّبَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِرِيحٍ عَاصِفٍ شَدِيدَةِ الْحُمْرَةِ ، وَ جَعَلَ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِمْ حَجَرَ كِبْرِيتٍ يَتَوَقَّدُ ، وَ أَظَلَّتْهُمْ سَحَابَةٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ ، فَانْكَفَّتْ عَلَيْهِمْ كَالْقُبَّةِ جَمْرَةً تَلْتَهِبُ فَذَابَتْ أَبْدَانُهُمْ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فِي النَّارِ . و عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أنَّهُ قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى ( عليه السَّلام ) عَنْ أَصْحَابِ الرَّسِّ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ ، مَنْ هُمْ ، وَ مِمَّنْ هُمْ ، وَ أَيَّ قَوْمٍ كَانُوا ؟ فَقَالَ : " كَانَا رَسَّيْنِ : أَمَّا أَحَدُهُمَا ، فَلَيْسَ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ ، كَانَ أَهْلُهُ أَهْلَ بَدْوٍ وَ أَصْحَابَ شَاةٍ وَ غَنَمٍ ، فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ صَالِحَ النَّبِيِّ ( عليه السَّلام ) رَسُولًا فَقَتَلُوهُ ، وَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا آخَرَ فَقَتَلُوهُ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا آخَرَ وَ عَضَدَهُ بِوَلِيٍّ ، فَقَتَلُوا الرَّسُولَ ، وَ جَاهَدَ الْوَلِيُّ حَتَّى أَفْحَمَهُمْ ، وَ كَانُوا يَقُولُونَ إِلَهُنَا فِي الْبَحْرِ ، وَ كَانُوا عَلَى شَفِيرِهِ ، وَ كَانَ لَهُمْ عِيدٌ فِي السَّنَةِ يَخْرُجُ حُوتٌ عَظِيمٌ مِنَ الْبَحْرِ فِي تِلْكَ الْيَوْمِ فَيَسْجُدُونَ لَهُ . فَقَالَ وَلِيُّ صَالِحٍ لَهُمْ : لَا أُرِيدُ أَنْ تَجْعَلُونِي رَبّاً ، وَ لَكِنْ هَلْ تُجِيبُونِي إِلَى مَا دَعَوْتُكُمْ إِنْ أَطَاعَنِي ذَلِكَ الْحُوتُ ؟ فَقَالُوا : نَعَمْ ، وَ أَعْطَوْهُ عُهُوداً وَ مَوَاثِيقَ . فَخَرَجَ حُوتٌ رَاكِبٌ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحْوَاتٍ ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ خَرُّوا سُجَّداً ، فَخَرَجَ وَلِيُّ صَالِحٍ النَّبِيِّ إِلَيْهِ ، وَ قَالَ لَهُ : ائْتِنِي طَوْعاً أَوْ كَرْهاً بِسْمِ اللَّهِ الْكَرِيمِ ، فَنَزَلَ عَنْ أَحْوَاتِهِ . فَقَالَ الْوَلِيُّ : ايتِنِي عَلَيْهِنَّ لِئَلَّا يَكُونَ مِنَ الْقَوْمِ فِي أَمْرِي شَكٌّ ، فَأَتَى الْحُوتُ إِلَى الْبَرِّ يَجُرُّهَا وَ تَجُرُّهُ إِلَى عِنْدِ وَلِيِّ صَالِحٍ ، فَكَذَّبُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ رِيحاً فَقَذَفَتْهُمْ فِي الْيَمِّ ـ أَيِ الْبَحْرِ ـ وَ مَوَاشِيَهُمْ ، فَأَتَى الْوَحْيُ إِلَى وَلِيِّ صَالِحٍ بِمَوْضِعِ ذَلِكَ الْبِئْرِ ، وَ فِيهَا الذَّهَبُ وَ الْفِضَّةُ ، فَانْطَلَقَ فَأَخَذَهُ فَفَضَّهُ عَلَى أَصْحَابِهِ بِالسَّوِيَّةِ عَلَى الصَّغِيرِ وَ الْكَبِيرِ . وَ أَمَّا الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ ، فَهُمْ قَوْمٌ كَانَ لَهُمْ نَهَرٌ يُدْعَى الرَّسَّ ، وَ كَانَ فِيهِمْ أَنْبِيَاءُ كَثِيرَةٌ " . فَسَأَلَهُ رَجُلٌ : وَ أَيْنَ الرَّسُّ ؟ فَقَالَ : " هُوَ نَهَرٌ بِمُنْقَطَعِ آذَرْبِيجَانَ ، وَ هُوَ بَيْنَ حَدِّ إِرْمِينِيَةَ وَ آذَرْبِيجَانَ ، وَ كَانُوا يَعْبُدُونَ الصُّلْبَانَ ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ ثَلَاثِينَ نَبِيّاً فِي مَشْهَدٍ وَاحِدٍ ، فَقَتَلُوهُمْ جَمِيعا ،ً فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ نَبِيّاً وَ بَعَثَ مَعَهُ وَلِيّاً فَجَاهَدَهُمْ ، وَ بَعَثَ اللَّهُ مِيكَائِيلَ فِي أَوَانِ وُقُوعِ الْحَبِّ وَ الزَّرْعِ فَأَنْضَبَ مَاءَهُمْ ، فَلَمْ يَدَعْ عَيْناً وَ لَا نَهَراً وَ لَا مَاءً لَهُمْ إِلَّا أَيْبَسَهُ ، وَ أَمَرَ مَلَكَ الْمَوْتِ فَأَمَاتَ مَوَاشِيَهُمْ ، وَ أَمَرَ اللَّهُ الْأَرْضَ فَابْتَلَعَتْ مَا كَانَ لَهُمْ مِنْ تِبْرٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ آنِيَةٍ ـ فَهُوَ لِقَائِمِنَا ( عليه السَّلام ) إِذَا قَامَ ـ فَمَاتُوا كُلُّهُمْ جُوعاً وَ عَطَشاً ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ بَاقِيَةٌ ، وَ بَقِيَ مِنْهُمْ قَوْمٌ مُخْلِصُونَ فَدَعَوُا اللَّهَ أَنْ يُنْجِيَهُمْ بِزَرْعٍ وَ مَاشِيَةٍ وَ مَاءٍ ، وَ يَجْعَلَهُ قَلِيلًا لِئَلَّا يَطْغَوْا ، فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ إِلَى ذَلِكَ لِمَا عَلِمَ مِنْ صِدْقِ نِيَّاتِهِمْ . ثُمَّ عَادَ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ فَوَجَدُوهَا قَدْ صَارَتْ أَعْلَاهَا أَسْفَلَهَا ، وَ أَطْلَقَ اللَّهُ لَهُمْ نَهَرَهُمْ وَ زَادَهُمْ فِيهِ عَلَى مَا سَأَلُوا ، فَقَامُوا عَلَى الظَّاهِرِ وَ الْبَاطِنِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ ، حَتَّى مَضَى أُولَئِكَ الْقَوْمُ وَ حَدَثَ بَعْدَ ذَلِكَ نَسْلٌ أَطَاعُوا اللَّهَ فِي الظَّاهِرِ وَ نَافَقُوهُ فِي الْبَاطِنِ ، وَ عَصَوْا بِأَشْيَاءَ شَتَّى ، فَبَعَثَ اللَّهُ مَنْ أَسْرَعَ فِيهِمُ الْقَتْلَ فَبَقِيَتْ شِرْذِمَةٌ مِنْهُمْ ، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الطَّاعُونَ فَلَمْ يُبْقِ مِنْهُمْ أَحَداً ، وَ بَقِيَ نَهَرُهُمْ وَ مَنَازِلُهُمْ مِائَتَيْ عَامٍ لَا يَسْكُنُهَا أَحَدٌ . ثُمَّ أَتَى اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْمٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَنَزَلُوهَا وَ كَانُوا صَالِحِينَ ، ثُمَّ أَحْدَثَ قَوْمٌ مِنْهُمْ فَاحِشَةً ، وَ اشْتَغَلَ الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ ، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ صَاعِقَةً فَلَمْ يُبْقِ مِنْهُمْ بَاقِيَةً " . دمتم في رعاية الله

5