( 20 سنة ) - العراق
منذ سنة

واقعة الطف

السلام عليكم كيف كان الأمام الحسن العسكري (ع)يحيي مصيبة كربلاء؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم إنّ حزن الأئمة (عليهم السلام) من أولاد الإمام الحسين (عليه السلام) وذريته وسائر العلويين، ونياحتهم عليه في سرهم وعلنهم، وفي محافلهم الرسمية ومجالسهم الخاصة، وفي دورهم وأنديتهم ودواوينهم. فحدث عنها ولا حرج، حيث أنها لم تنقطع، بل استمرت استمرار حياتهم. ولقد تحدثت الروايات وتناقلت الأسفار والكتب عن ذلك بوفرة وكثرة منها: ما ذكرته عن بكاء وحزن الإمام الرابع علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين مدة أربعين سنة عاشها بعد استشهاد والده المظلوم، وبكاء الإمام الصادق (عليه السلام) لمصيبة جده الشهيد واستنشاده الشعر في رثائه. وكذا الإمام الكاظم (عليه السلام) الذي كان لا يرى ضاحكاً إذا أقبل شهر محرم الحرام، وكان يرى كئيباً حزيناً في العشرة أيام الأولى من هذا الشهر. وهكذا الإمام الرضا (عليه السلام) وغيرهم من الأئمة. أما شعائر النياحة والحزن، وإقامة المآتم والعزاء على شهيد كربلاء وآله، بعد الإمام الثامن علي بن موسى الرضا وعلى عهد الأئمة الأربعة الآخرين: (الإمام التاسع: محمد بن علي التقي، والإمام العاشر: علي بن محمد النقي، والإمام الحادي عشر: الحسن بن علي العسكري، والإمام الثاني عشر: القائم، محمد بن الحسن (عليهم السلام) فقد أخذت تسير سيراً صعودياً أحياناً، وهبوطياً أحياناً أخرى، تبعاً للسياسة التي كان يمارسها الخلفاء العباسيون وسلطاتهم تجاه شيعة آل محمد (صلى الله عليه وآله) وهؤلاء الأئمة الأربعة الهداة. وكانت الحرية تطلق بعض الوقت لهؤلاء الأئمة ومواليهم وشيعتهم بإقامة شعائرهم ومناحاتهم على الإمام الشهيد، فيقيمونها سراً أو علناً كما كانت تحدد هذه الحرية زمناً، ويمنع إقامة هذه الشعائر الحزينة علناً، وحتى سراً أحياناً. ففي عهد الإمام التاسع محمد الجواد التقي، نالت الشيعة بعض الحرية في إقامة شعائرهم الكئيبة هذه، لأن الخليفة المأمون كان متساهلاً معهم خاصة وإن الإمام محمد الجواد كان صهره على ابنته أم الفضل. وكانت المآتم على الإمام الحسين تقام في دور العلويين علناً ودون أي ضغط، وليس من يعارضهم في ذلك. وقد استمرت هذه الحالة على عهد المعتصم أيضاً الذي كان يسعى لمراعاة شعور العلويين والموالين لآل البيت، ويمنع إدخال الضغط عليهم إلى حد ما، ويسمح لهم بإقامة المناحات على الحسين الشهيد، في دورهم وخارجها، سراً وعلناً. أما بعد المعتصم أي على عهد الأئمة الثلاثة الآخرين فقد أخذت السلطات الحاكمة بإيعاز من الخلفاء العباسيين الذين خلفوا المعتصم تشدد على هؤلاء الأئمة (عليهم السلام) وشيعتهم ومواليهم، وتمنعهم من إقامة شعائر العزاء والحزن على الحسين (عليه السلام)، وتحد من حرياتهم في ذلك. غير أن المقيمين لهذه المآتم لم يمتنعوا عن إقامتها سراً في دورهم وان لم يستطيعوا إقامتها علنا وجهارا، وكانوا يستعملون التقية، ويسدلون الأستار على الأماكن التي كانوا يقيمون فيها هذه الشعائر الحزينة في دورهم، وخاصة عند قبور الأئمة، كقبر الإمام الحسين بكربلاء، وقبر الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في النجف، وقبري الإمامين والجوادين في الكاظمية (مقابر قريش)، ولذلك نجد أخبار وروايات إقامة هذه الشعائر المأتمية على عهد هؤلاء الأئمة الثلاثة شحيحة جداً. وهكذا كان شأن إقامة هذه النياحات والمآتم، وحفلات الحزن وشعائر العزاء، على الحسين الشهيد، على عهد الأئمة الأطهار الاثنى عشر (عليهم السلام) بين مدو جزر ولكنهم (عليهم السلام) كانوا لا يتركون أية فرصة في كل عصر وجيل إلا حثوا شيعتهم ومواليهم على البكاء على الحسين، والحزن لقتله، ورثائه بالأشعار والقصائد، وإقامة العزاء و المآتم عليه، واتخاذ يوم عاشوراء خاصة يوم حزن وبكاء ونياحة. دمتم في رعاية الله

1