ام محمد ( 52 سنة ) - العراق
منذ سنة

وجوب الحجاب على المرأة

السلام عليكم لماذا الحجاب واجب علينا؟!


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة.. الإنسان المؤمن ينبغي له أن يسلّم لأوامر الله تعالى ولا حاجة أن يسأل عن العلل والأسباب؛ لأنه يعلم أن الله تعالى حكيم ولا يأمر بشيء عبثا، ولا ينهى عن شيء إلا وهو قبيح. قال تعالى: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ}، و{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}. وقال عز وجل: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ}. فلابد أن تسلموا لأمر الله تعالى الذي يوافق الفطرة السليمة. والمرأة المسلمة التي تثقفت بثقافة الإسلام وعرفت قيمة تعاليمه التي تحافظ على عفتها وكرامتها لا يمكن أن تشك في الحجاب. لكن المجتمع الفاسد والأفكار المنحرفة والتحلل المنتشر في أغلب الأماكن والإعلام الفاسد الذي يسعى لأن يحرف الإنسان عن فطرته السليمة... كل ذلك جعل المرأة تشكك في ضرورة الحجاب لها وأنه موافق للحكمة والتعقل والعفة والكرامة! بعد هذا نقول: 1- إن مما لا شك فيه أن المجتمع الذي تكون نساؤه محجبات (بالحجاب الشرعي الكامل) ملتزمات بتعاليم الله تعالى، هذا المجتمع لا يكون فيه فساد وانحراف إلا بمقدار نادر جدا -كما يشهد به واقع المجتمعات المحافظة التي نراها بأعيننا إلى الآن مع قوة التيار الذي يجر بهم إلى التحرر-. وهذا بخلاف المجتمعات الذي ينعدم فيه الحجاب؛ فإن الفساد فيه كبير جدا من العلاقات المحرمة والزنا والاغتصاب والقتل وما إلى ذلك مما لا يخفى على الجميع فيما يراه في المجتمعات الغربية ونحوها؛ بحيث وصل الأمر إلى قمة الدناءة والحقارة والانسلاخ عن القيم والمبادئ والإنسانية فتطور ذلك الفساد إلى درجة الشذوذ الجنسي الذي صار يعصف بتلك المجتمعات! هذا كله سببه -بشكل أساسي- ترك الحجاب الذي يحافظ على عفة المرأة ويجعل بينها وبين الرجل حاجزا. وقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): «حرم النظر إلى شعور النساء المحجوبات بالأزواج وغيرهن من النساء لما فيه من تهييج الرجال وما يدعو التهييج إلى الفساد والدخول فيما لا يحل ولا يجمل». وهذا لوحده يكفي في ضرورة الحجاب للمرأة. ولو أجرى الإنسان العاقل مقارنة بين المجتمعات المحافظة وغير المحافظة لوجد بوضوح الفارق الكبير بينهما في مختلف الفساد خصوصا القتل والاغتصاب والتحرش! 2- الحجاب من أهم الأمور التي توجب استقرار الحياة الزوجية وسلامتها من المشاكل التي تأتي من العلاقات المحرمة أو من محاولة الشباب لنيل شيء من الزوجة؛ فإن الشباب -حتى لو كانوا فاسقين- إذا وجدوا الزوجة عفيفة ساترة لمفاتنها، فلن يفكروا في مصادقتها أو طلب الخيانة منها. وهذا أيضا في غاية الوضوح لمن نظر في مجتمعات الغرب والمجتمعات المحافظة من المسلمين، ولا نعني بالمحافظة مجرد أن تضع المرأة القماش على رأسها، فإن هذا ليس حجابا، بل نعني أن تلتزم بكامل حجابها الشرعي. 3- الحجاب يمثل درعا حصينا للمرأة من تعدي الشباب عليها الذين يسعون لتفريغ شهواتهم من خلالها بل يريد كثير منهم أن يسبها عفتها وشرفها ثم يرمي بها بعد أن نال منها ما أراد وكأنها لعبة يقضي بها نزواته! ومن يلقي نظرة على التحرش الذي يحصل في المدارس والجامعات يجد أن الشاب مهما كان عديم الحياء والأخلاق، إلا أنه قد لا يجرؤ أن يتكلم مع المرأة المحجبة بالحجاب الشرعي، بل لا يفكر في التقرب منها ومحاولة إغوائها! قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}. 4- من المخاطر الكبيرة التي تعيشها المجتمعات في هذا الزمان (الذي يسعى فيه البعض بشكل مدروس إلى نزع القيم من البشرية): هو الشذوذ الجنسي الذي يحصل داخل العوائل! ومن أهم الأسباب لحصول هذه القضايا هو عدم التزام المرأة بحجابها؛ فتظهر بتمام زينتها أمام إخوتها وأخواتها وأبيها وعمومتها وغيرهم، وهذا بطبيعة الحال يوجب تهييج الشهوة فيكون ذلك طريقا لارتكاب المحرمات! بل يصل الأمر إلى ما هو أفضع من ذلك من تكوين العلاقات بين الجنس الواحد! أما لو التزمت المرأة بحجابها الشرعي ولم تلبس ما يثير الأقارب، فإنها سوف تغلق أبواب هذه المفاسد جميعا، وتبقى حامية وحاملة لشرفها إلى بيت زوجها. 5- من الأمور المهمة جدا لسير المجتمع نحو الصلاح وحفاظه على القيم الفطرية الأخلاقية: هو غيرة الرجل على النساء. فإن كثيرا من المفاسد الأخلاقية تنشأ من عدم غيرة الرجل على المرأة سواء كانت أخته أم زوجته أم أمه أم غيرها؛ فمن لا غيرة له لا يمنع أخته أو زوجته من الفساد! (وهذا غاية في الوضوح لمن نظر في أسباب فساد المجتمعات). والحجاب من أهم العوامل التي تحفظ هذه الغيرة من الرجل على المرأة؛ فمن يسمح لزوجته أو ابنته أو أخته أن لا تلبس الحجاب الشرعي فهو لا غيرة له! ثم يجر ذلك إلى أن يسمح لها بفعل ما يزيل عفتها تماما والعياذ بالله! 6- الالتزام بالحجاب الشرعي من العوامل الأساسية لقلة حالات الطلاق في المجتمع؛ فإن المجتمع الذي يتفشى فيه الفساد من الطبيعي أن يكثر فيه الطلاق؛ بسبب ما يحصل من العلاقات غير الشرعية التي تفتحها المرأة التي لا تلتزم بالدين! هذه بعض الأمور المهمة التي تتعلق بالحجاب ذكرناها على عجالة وإلا فالبحث طويل الذيل. نسأل الله تعالى أن يحفظ لأخواتهن حجابهن ويجعلهن يعتززن ويفخرن به.

7