logo-img
السیاسات و الشروط
امجد عبدالسادة ابو جعيلة ( 28 سنة ) - العراق
منذ سنتين

ثأر الامام الحسين عليه السلام

لماذا لم ياخذ الامام السجاد عليه السلام بثأر أبيه الامام الحسين عليه السلام وتكفل به المختار الثقفي؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم نُجيب عن سؤالكم بعدة نقاط: ١- من أين تأتي القدرة للإمام السجاد (عليه السلام) للأخذ بثأر أبيه وهو أسير مكبل بالحديد من رقبته إلى رجليه عند يزيد، وأين هم الأنصار الذين يخرج بهم للأخذ بثأر أبيه حينها . نعم توفرت القدرة للمختار الثقفي أن يقتص من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) بعد ذلك وقد بارك له الإمام السجاد فعله هذا. ٢-إن كان معنى الثأر الذي تقصده بالسؤال هو قتل نفس القتلة (عبيد الله بن زياد، وعمر بن سعد بن أبي وقاص، وشمر بن ذي الجوشن، وحرملة بن كاهل،.. ) فقد قيض الله تعالى لهؤلاء المختار بن أبي عبيد الثقفي ( كما تقدم)وقتلهم جميعاً كما نال من كثير ممن اشتركوا في واقعة كربلاء ضد الحسين (عليه السلام)، وان كان معنى الثأر ليس القتل بل هو فضح مخطط هؤلاء ومن ورائهم يزيد بن معاوية، فان الامام السجاد (عليه السلام) لم يتوان عن ذلك، وثأر لدماء شهداء كربلاء في دمشق وبمحضر الجهاز الحاكم – لاحظوا خطبته في ذلك المجلس – حتى ان يزيد أمر المؤذن أن يقطع عليه خطبته، لانه افتضح أمام أهل الشام المغفلين، وقد عرّفه – الامام السجاد (عليه السلام) هذه الحقيقة – حينما قال: ( ستعرف من الغالب) وذلك عند رفع المؤذن للأذان. ٣-ذكرنا ان المختار الثقفي قد قتل الكثيرين من الذين شاركوا في قتل الحسين « عليه السلام » ، وأهل بيته في كربلاء . . ومات يزيد وكل من أعان يزيد على ظلمه ، وعلى هتك حرمات الدين وأهله ، ومات أيضاً كل من شارك في كربلاء ، وفي وقعة الحرة ، وفي هدم الكعبة . لكن الظلم الذي أسسوه ، والإنحراف الذي أشاعوه لم ينته بموتهم ، والحق لم يرجع إلى أهله ، ولا زال أهل الباطل يفسدون في الأرض ، ويهتكون الحرمات ، ويعملون على محق الدين ، وإذلال المسلمين والمستضعفين ، لأن هذا هو ما أسس له يزيد بقتله للإمام الحسين « عليه السلام » ، وفتكه بأهل بيته وأصحابه . . فالأخذ بثأر الحسين « عليه السلام » لا يعني : قتل الشخص الذي تولى قتله ، بل يعني : إسقاط الباطل الذي أقام بنو امية صرحه ، وإحياء الحق والدين الذي أراد يزيد إماتته بقتل الحسين« عليه السلام » . وإنما يتحقق ذلك حين تمتلىء الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً . . وذلك على يد المهدي الذي وعد الله به أمة محمد ، لينقذها من براثن أعدائها ، ويحي الله به الأرض بعد موتها . ويتم نعمته على الإنسانية كلها . دمتم في رعاية الله

8