عذراء ( 18 سنة ) - العراق
منذ سنة

النبي يعقوب (ع)

السلام عليكم هل تفرقه نبي الله يعقوب (ع) للنبي يوسف (ع) عن اخوتهُ فعل صحيح ؟


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب أولا: لم يذكر القران الكريم ان يعقوب على نبينا واله وعليه السلام كان يفضل ابنه يوسف (عليه السلام) على سائر أبنائه وانما ورد هذا على لسان أبنائه: ((إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) (يوسف:8) وليس في القران ما يثبت انه كان يفرق بينهم تفرقة تجحف بحق الاخرين ولعل اخوة يوسف كان يتصورون هذا الشيء بسبب الرؤيا التي رأها والتي حذره ابوه يعقوب ان يقصها على اخوته ((قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ)) (يوسف:5) او لاجل انه واخوه بنيامين من ام أخرى وكانوا بمقتضى انها الزوجة الثانية ماكانت محل رضا منهم. ويدل على ان هذا التصور – تفضيل يوسف عليهم – كان تصورا خاطئا انهم قالوا لما اصبح يوسف عزيز مصر : ((قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ)) (يوسف:91) فبعد ان اتضح لهم ان الله تعالى هو الذي فضل يوسف عليهم لا كما توهموا وان اباهم هم من فضله عليهم فكانوا خاطئين في حسدهم وخاطئين في تصرفهم وخاطئين في كل شيء مع ابيهم عندها ((قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ)) (يوسف:97). ومن كل هذا نفهم انه لا يوجد تفضيل يعقوب ابنه يوسف على أبنائه بحيث يدخل في القبيح. ثانيا: لو سلمنا جدلا انه كان يفضل يوسف على سائر أبنائه الا ان تفضيل بعض الأبناء على بعض لبعض الخصوصيات ليس بالشيء المحرم شريطة ان لا يكون مجحفا بحق الاخرين من أبنائه ويكون سيئا الخلق معهم او يهملهم ولا يعتني بهم البتة اما مجرد ان يعتني ببعض لبعض الخصوصيات كما لو كان اصغر أبنائه مثلا او لاعتبارات أخرى كان يرى فيه علامات النبوة او شيء من هذا وذاك فيعتني به بمقدار لا يدخله في الحرام فهذا شيء ليس ممنوعا خاصة وان الميولات النفسية لبعض ليست شيئا محرما مادام لا يقع في محرم بالنسبة لمن هم في مسؤوليته كما في تعدد الزوجات فان العدالة المطلقة بين الزوجات بحيث تكون نسبة المودة والمحبة لجميع الزوجات شيئا متساويا بالدقة الدقيقة شيء مستحيل ولذا قال القران الكريم ((وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ))(النساء:129) فهكذا عدالة خارجة عن استطاعة الانسان نعم المطلوب ان لا يقع في حرام بالنسبة للطرف الاخر ولذا تتمة الاية كانت ((فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ))(النساء:129). ثالثا: عقيدتنا في الأنبياء انهم معصومون عن الخطاء ولا يمكن ان يصدر منهم الخطاء لا قبل البعثة ولا بعدها ولا صغيرا ولا كبيرا فاذا ورد في القران او الروايات ما ظاهره انه صدرت منه المعصية فهذا محمول على ترك الأولى وليس على ارتكاب المحرم ومن هنا فان يعقوب لو ثبت انه كان يفضل ابنيه يوسف وبنيامين على بقية أبنائه فان هذا لا بد من حمله على ترك الأولى وليس على المحرم لان الأنبياء لا يمكن ان يصدر منهم المعصية. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1