logo-img
السیاسات و الشروط
تـاء، ( 17 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

معاني الاصرار على الذنوب

ما معنى(الاصرار على الذنوب )وهل يعد من الكبار؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم إنّ الإصرار على الصغائر يُعدّ ذنبا كبيرا ، وهو مورد اتفاق الفقهاء ، لكن أختلفوا في معنى الإصرار على عدة أقوال، والقدر المسلم المتفق عليه ان الاصرار هو ان لا يندم المرتكب على ذنبه بل يرتكبه مرة اخرى ويداوم عليه ، مثلا: بناءا على حرمة لبس الحرير والتختم بالذهب للرجل ـ ان لم يثبت انه من الكبائر ـ فمداومة الشخص على لبسه هو قطعا من الذنوب الكبائر ، ومثال آخر النظر لأجنبية، او الدخول في منازل الناس بدون إذن دون ان يندم فاعله عليه ويستغفر منه، فان مثل هذه المداومة تعتبر ذنبا كبيرا باتفاق الفقهاء. وقد ذكر الشهيد «عليه الرحمة» في كتاب القواعد ، وجمع آخر من الفقهاء، ان ارتكاب عدة ذنوب صغائر من دون ان يندم عليها ويستغفر منها ـ كما لو لبس الحرير ، وتختم بالذهب ، ونظر للأجنبية وصافحها ولامسهاـ في حكم الكبائر ولا فرق بينه وبين الإصرار على ذنب صغير واحد. وقد ذكر بعض الفقهاء ان ارتكاب ذنب صغير مرة واحدة مع ألعزم على ارتكابه ثانية يعتبر من الإصرار، ومعناه ان الاصرار هو مجرد التصميم على التكرار. إلا ان ما إنتهى اليه النظر هو ان صدق عنوان الاصرار على الصورة الاخيرة من حيث اللغة والعرف أمر مشكل، بل هو خلاف الظهور العرفي لكلمة الإصرار. وما يمكن ان يكون مدركا لإعتبار هاتين الصورتين الاخيرتين من الكبائر هو رواية جابر عن الامام الباقر «عليه السلام» في تفسير« ولم يصروا على مافعلوا» قال «عليه السلام»: الاصرار ان يذنب فلا يستغفر الله ولا يحدث نفسه بالتوبة فذلك الاصرار. ولكن يحتمل ان مقصود الإمام «عليه السلام» هو بيان المراد من الاصرار المذكور في الآية الشريفة لا بيان الإصرار الذي هو من الكبائر. والرواية الاخرى هي حسنة ابن ابي عمير عن الامام الباقر«عليه السلام» حيث يقول «عليه السلام» ( ما من احد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم انه سيعاقب عليها الا انه ندم على ما ارتكب ، متى ما ندم كان تائبا مستحقا للشفاعة ، ومن لم يندم عليها كان مصرا، والمصر لا يغفر له لانه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب ولو كان مؤمنا بالعقوبة لندم «الوسائل ـ الجهاد». وهذا الحديث كالحديث السابق حيث عد (عليه السلام» عدم الندم وترك التوبة والإستغفار من الذنب الذي ارتكبه اصرارا حتى وان لم يكرر الذنب ولم يكن له تصميم على تكراره. ويمكن ان يطلق على مثل هذا الترك للتوبة والندامة مجازا انه إصرار كما ورد عن الامام الباقر «عليه السلام» (ان الإصرار على الذنب أمن من مكر الله ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون). وبالجملة فان القدر المسلم من معنى الإصرار هو التكرار العملي للذنب من دون الندم والتوبة ، فهو يداوم عليه ـ بنحو يقال عرفا انه مداومة ـ او يزيد عليه. دمتم في رعاية الله

6