السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا قَدَّمَ الله عز وجل الملوكيه عن الالوهيه في سورة الناس؟
يعني انه قال : (قل اعوذ برب الناس * ملك الناس * اله الناس)
ولم يقل : (قل أعوذ برب الناس * اله الناس * ملك الناس)
نظرا بأن مقام الالوهيه اعلى من مقام الملوكيه. اتمنى ان سؤالي واضح وشكراً.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
إنّ الآيات الثلاث الأولى فيها تدرّج عند الإشارة إلى المُستعاذ وهو الله تعالى، وذلك بذكر الرب، ثمّ الملك، ثمّ الإله، ويمكن أن نفهم أنّ ما فيها من المعاني يوجب مثل هذا الترتب:
ـ فمقام الربوبية أقرب إلى معايشة العبد، وذلك لما يراه من آثار التدبير الربوبي في أدقّ جزئيات حياته.
ـ ثمّ يليه إحساسه بالمُلكية المستوعبة لكل الوجود، ومن المعلوم أنّ الالتفات لهذا المقام يختصّ بمن يعيش حقيقة أنّه لا كافي له سواه مصداقاً لقوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ [سورة الزمر: 36].
ـ ثمّ يليه الإحساس بمقام القرب المعنوي، المتمثّل بعلاقة العبودية الخالصة بينه وبين الإله الذي لا معبود سواه.
وعليه، فإنّ التدرّج فيها تدرّج في مقامات الارتباط بالمبدأ وهو الذي يناسب التحصّن به من الشرور الأنفسية، وأمّا في سورة (الفلق) فالتحصّن كان ﴿بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ فحسب والمناسب للشرور الآفاقية التي هي أقل خطراً من سابقتها.
إنّ هذه السورة أمرت بالتحصّن بالله تعالى من خلال تجلياته الثلاثة، أعني الربوبية والملكية والألوهية من دون عطف بأداة العطف، بتكرار كلمة ﴿النَّاسِ﴾ مع كل ذكر له تعالى ممّا يُفهم من المجموع: أن كل آية تفيد سبباً من أسباب الاستعاذة به.. ومن الملاحظ أنّ البشر فيما بينهم يجعلون هذه الجهات أيضاً من أسباب التجاء بعضهم إلى بعض؛ فمن وقع عليه ظلم يلجأ أوّلاً إلى من يتولّى شؤونه كالأب مثلاً، ثم إلى من بيده القوّة والمنع كالحاكم مثلاً، وإذا يئس منهما توجّه إلى من هو وراء البشر من معبود يعبده!..
إنّ هذه السورة أمرت بالتحصّن بالله تعالى من خلال تجلياته الثلاثة، أعني الربوبية والملكية والألوهية من دون عطف بأداة العطف، بتكرار كلمة ﴿النَّاسِ﴾ مع كل ذكر له تعالى ممّا يُفهم من المجموع: أن كل آية تفيد سبباً من أسباب الاستعاذة به.. ومن الملاحظ أنّ البشر فيما بينهم يجعلون هذه الجهات أيضاً من أسباب التجاء بعضهم إلى بعض؛ فمن وقع عليه ظلم يلجأ أوّلاً إلى من يتولّى شؤونه كالأب مثلاً، ثم إلى من بيده القوّة والمنع كالحاكم مثلاً، وإذا يئس منهما توجّه إلى من هو وراء البشر من معبود يعبده!..
قوله تعالى: " قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس " من طبع الانسان إذا أقبل عليه شر يحذره ويخافه على نفسه وأحسن من نفسه الضعف أن يلتجئ بمن يقوى على دفعه ويكفيه وقوعه والذي يراه صالحا للعوذ والاعتصام به أحد ثلاثة إما رب يلي أمره ويدبره ويربيه يرجع إليه في حوائجه عامة، ومما يحتاج إليه في بقائه دفع ما يهدده من الشر، هذا سبب تام في نفسه، وإما ذو قوة وسلطان بالغة قدرته نافذ حكمه يجيره إذا استجاره فيدفع عنه الشر بسلطته كملك من الملوك، وهذا أيضا سبب تام مستقل في نفسه.
وهناك سبب ثالث وهو الاله المعبود فإن لازم معبودية الاله وخاصة إذا كان واحدا لا شريك له إخلاص العبد نفسه له فلا يدعو إلا إياه ولا يرجع في شئ من حوائجه إلا إليه فلا يريد إلا ما أراده ولا يعمل إلا ما يشاؤه.
والله سبحانه رب الناس وملك الناس وإله الناس كما جمع الصفاة الثلاث لنفسه في قوله: " ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون " الزمر: 6.
فوجه تخصيص الصفات الثلاث: الرب والملك والاله من بين سائر صفاته الكريمة بالذكر وكذا وجه ما بينها من الترتيب فذكر الرب أولا لأنه أقرب من الانسان وأخص ولاية ثم الملك لأنه أبعد منالا وأعم ولاية يقصده من لا ولي له يخصه ويكفيه ثم الاله لأنه ولي يقصده الانسان عن إخلاصه لا عن طبعه المادي.
دمتم في رعاية الله