اللهم صل على محمد و ال محمد ( 16 سنة ) - السعودية
منذ سنة

اشكالات في الولاية التكوينية

السلام عليكم بالنسبة للولاية التكوينية نستدل بها من بعض الايات للانبياء مثل النبي يحيي و يبرئ .. لكن ممكن هالاشياء فقط كرامات لا تخص الولاية التكوينية و ان حتى الذرات تخضع له .. ايضا في مسالة ملك الموت ف هذا يختص بشيء واحد ولا احس له دخل بالولاية التكوينية شيء اخير يوجد سني يقول هل النبي قال ادعوني ف كيف نرد عليه و شكرا 🌹


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب الولاية التكوينية ثابتة لهم عليهم السلام وقد بينت لكم في اكثر من جواب ذلك ونزولا عند رغبتكم ابين لكم ما تحب معرفته بهذه الاسئلة مع ان الجواب لو تدبرته مما سبق يكون واضحا ان الولاية التكوينية مرة نبحثها من جهة الامكان العقلي ومرة الدليل على وقوعها وثالثة الدليل على ثبوتها للنبي صلى الله عليه واله واهل بيته عليهم السلام اما من جهة الامكان العقلي فالعقل لا يمنع ان بعض الاشخاص تكون لهم قوة قادرة على التحكم بالامور التكوينية بل الانسان يتوق ان يمتلك هكذا قدرات وتجد كثيرا ما يصور في القصص والافلام وجود اناس خارقين يقدرون التحكم بالاشياء فالعقل لا يمنع امكان ذلك وليس فيه ما ينافي العقل اما من جهة ان هذه القضية واقعة فعلا في الخارج وان هناك من له القدرة التكوينية جوابه نقول ان الله تعالى هو من يسير كل عالم الوجود وبيده القوة والقدرة على ادارة تفاصيل الكون وله الولاية التكوينية بلا ريب ولا اشكال وان الله تعالى اعطى لبعض عباده هذه القدرة في ادارة الكون وثبت ذلك في القران الكريم فقد اثبتها الله تعالى للملائكة. يقول تعالى ((فالمدبرات أمرا)) (النازعات:5). فالاية تثبت ان هناك من الملائكة من تدبر الامور وتدبير الامور التكوينية وغيرها هو من شؤون بعض الملائكة وما هذا الا ولاية تكوينية للملائكة وقوله تعالى: ((قل يتوفاكم ملك الموت)) (السجدة:11) فثبوت نزع الارواح والتحكم بالانسان وبخصوصياته التكوينية هو مما اعطاه الله تعالى لملك الموت فينزع الارواح ويتحكم بمقتضى ولايته التكوينية من الله تعالى. والولاية التكوينية ثابتة أيضاً للأنبياء والجن والناس من غير الأنبياء, فعن الأنبياء يتحدث القرآن عن عيسى (عليه السلام) بقوله: ((وابرىء الأكمه والأبرص واحيي الموتى بإذن الله)) (آل عمران: 49) فنبي الله عيسى على نبينا واله وعليه السلام يتحكم بالمرض ويقدر ان يبرء الاكمه هو وليس الدواء وكله باذن الله تعالى اي ان الله تعالى هو من اعطاه الولاية التكوينية في التحكم بالمرض فيشفي المريض مما فيه. وعن الجن يقول تعالى: ((قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين)) (النحل:38-39) فقدرة العفريت على ان يقطع مئات الكيلومترات من فلسطين الى اليمن وياتي بعرش عظيم كل هذه المسافة في وقت لا يتجاوز الدقائق او على اكثر بعض السويعات انما هذا من القدرات التي اعطاها الله تعالى لهذا العفريت وهي داخلة بقدرة تكوينية ليست عادية. أما ثبوتها لغير الأنبياء من الناس فبقوله تعالى: (( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك )) (النحل:40). فنلاحظ حال وصي سليمان وهو اصف بن برخيا كيف له القدرة التي تفوق اضعاف مضاعفة ما عند الجني وهذه القدرة في ارداة عالم التكوين اعطيت له من قبل الله تعالى والجميع انه ذكر انه عنده علم من الكتاب اي من بعض الكتاب وذكر العلم هنا في هذه الآية ووجوده عند هذا الشخص دون ذلك الذي كان من الجن يشعر ان لهذا العلم مدخلية في التصرف, وإلاّ لكان ذكره لغواً لا ضرورة له . اما انها ثابتة للنبي صلى الله عليه واله ولاهل البيت عليهم السلام فيدلنا عليه ادلة كثيرة لا يسع المقام لذكرها جميعا ونذكر منها دليلا عاما واخر خاصا اما الدليل العام: فقد ثبت مما لا ريب فيه ولا شك ان النبي صلى الله عليه واله واهل بيته عليهم السلام هم افضل من خلق الله تعالى ومما لا شك ما يثبت من القدرات للاقل هي ثابتة للاعلى بمقتضى افضليته في كل شيء فما ثبت للانبياء السابقين فضلا عن غيرهم هو ثابت لاهل البيت عليهم السلام بشكل اكد واقوى سواء ثبت استعمالهم لهذه الولاية او لا فان العقل يحكم بوجود هذه الامكانية عندهم بلا شك ولا ريب الدليل الخاص: نفس ما تقدم في ثبوت الولاية لمن عنده علم من الكتاب فالولاية التكوينية ثبتت له ، فهي قطعاًً تثبت لمن عنده علم الكتاب! لأن للعلم كما قلت مدخلية وعلية في التصرف التكويني, وقد قال تعالى: (( ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب )) (الرعد: 43). اما ما ساله عنه جنابكم الكريم فانه لا يضر كون الولاية التكوينية ثبتت لانبياء الله تعالى لقضية خاصة بهم او لا فهذا لا ينافي ان الولاية التكوينية قد وقعت من العباد وهذا المقدار يكفي وكذا وقوعها من الملائكة فسواء كانت هذه الولاية لامر خاص او لا فانها بالتالي هذه الادلة جميعا تقول ان الولاية التكوينية ثابتة ووقعت من المخلوقات وان الخالق العظيم اعطى هذه الصلاحية لبعض عباده وخلقه سواء الانسان او الملائكة او الجن والعفاريت وكل هذا انما كان لاجل مصلحة يريدها الله تعالى منهم وهذا المقدار هو المطلوب فمن ينكر وقوع الولاية التكوينية يكون هذا ردا عليه بشكل واضح وبعد ذلك نبحث عن الادل التي تثبتها لاهل البيت عليهم السلام وقد اتضح الامر مما سبق. اما قضية ان السني يشكل هل النبي قال ادعوني اولا : نحن لا ندعو النبي صلى الله عليه واله وانما ندعو الله تعالى ثانيا: توجهنا للنبي صلى الله عليه واله انما كان بامر من الله تعالى وقد دلت الادلة الواضحة على اننا نرجع الى النبي صلى الله عليه واله في دعائنا الى الله تعالى وطلب الاستغفار مثلا من الله يقول الله تعالى : ((وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً)) (النساء:64) فغفران الذنب لا يكون بطلب الاستغفار من الله بل الغفران المؤكد يكون اذا جئنا للرسول صلى الله عليه واله وطلبنا منه ان يستغفر لنا الله تعالى واستغفر لنا الرسول عندها نجد الغفران المحتم من الله تعالى وليست القضية في طلب الاستغفار فقط بل في كل ما يرتبط بشؤون العباد فاذا كان التجاوز عن الذنوب التي وقعت منا ممكنة باستغفار النبي صلى الله عليه واله فمن الاولى ان الحاجات المباحة والميسورة والتي لا ترتبط بالتجاوز على حق من حقوق الله تعالى كما في الذنوب التي تغفر فان قضاء مثل تلك الامور ميسور بدعاء النبي صلى الله عليه واله بل الله تعالى امرنا باتخاذ الوسيلة اليه يقول الله تعالى : ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) (المائدة:35) فهنا امر من الله تعالى للذين امنوا فيبدوا انها عطية خاصة بان يبتغوا الوسيلة الى الله تعالى والوسيلة عامة تشمل كل ما يصلح ان يقربنا الى الله تعالى ومن الواضح ان افضل ما يقربنا الى الله تعالى خاليا من كل شائبة هو النبي محمد صلى الله عليه واله واهل بيته عليهم السلام. فمن كل هذا اتضح ان الولاية التكوينية ممكنة عقلا بحد نفسها من غير الله تعالى بل اكثر من امكانها العقلي انها واقعة ويخبرنا القران الكريم وهو اصدق الحديث انها وقعت من قبل الملائكة ومن قبل الانبياء وغير الانبياء وتثبت الادلة ان النبي صلى الله عليه واله واهل بيته هم ايضا ثابتة لهم الولاية التكوينية واننا يمكن لنا ان ننتوجه الى الله تعالى بالدعاء بالنبي واهل بيته عليهم جميعا سلام الله ونطلب حوائجنا منه تعالى بهم او حتى لو توجهنا اليهم مباشرة ونطلب منهم ان يدعوا ويتوجهوا الى الله تعالى كي يغفر لنا كما هو صريح الاية السابقة او بشكل مطلق بالاولوية او بما ثبت من اية التوسل وهناك ادلة اخرى كثيرة لا يسع المجال لذكرها وما ذكرناه لجنابكم الكريم فيه الكفاية ان شاء الله تعالى. اجازنا الله تعالى ان نتوجه لبعض عباده ونتوسل بهم اليه لا نحتاج الى ان يقول لنا النبي صلى الله عليه واله ادعوني تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته