( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

العروة الوثقى

ذكرت العروة الوثقى في القرآن الكريم مرتين فمن هم العروة الوثقى التي أوجب الله علينا التمسك بها ؟ في قوله تعالى : (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ 22) وقال تعالى أيضا (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (2)


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم العروة الوثقى ،هي الطرف القوي الذي لا ينقطع ، وهو كناية عن القرآن وعن حبل اللَّه ومرضاته ، وما إلى ذلك مما يكون معه الإنسان آمنا من عذاب اللَّه وغضبه . والإستمساك بالعروة الوثقى تشبيه لطيف لهذه الحقيقة، وهي أنّ الإنسان يحتاج لنجاته من منحدر الماديّة والإرتقاء إلى أعلى قمم المعرفة والمعنويات وتسامي الروح، إلى واسطة ووسيلة محكمة مستقرّة ثابتة، وليست هذه الوسيلة إلاّ الإيمان والعمل الصالح، وكلّ سبيل ومتّكأ غيرهما متهرّيء متخرّق هاو وسبب للسقوط والموت، إضافة إلى أنّ ما يبقى هو هذه الوسيلة، وكلّ ما عداها فان، ولذلك فإنّ الآية تقول في النهاية: (وإلى الله عاقبة الاُمور). جاء في حديث نقل في تفسير البرهان عن طرق العامّة عن الإمام علي بن موسى الرضا(عليهما السلام) عن النّبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): «وسيكون بعدي فتنة مظلمة، الناجي منها من تمسّك بالعروة الوثقى، فقيل: يارسول الله، وما العروة الوثقى؟ قال: ولاية سيّد الوصيّين، قيل: يارسول الله، ومن سيّد الوصيّين؟ قال: أمير المؤمنين، قيل: يارسول الله ومن أمير المؤمنين؟ قال: مولى المسلمين وإمامهم بعدي، قيل: يارسول الله، ومن مولى المسلمين وإمامهم بعدك؟ قال: أخي علي بن أبي طالب». وقد رويت روايات اُخرى في هذا الباب تؤيّد أنّ المراد من العروة الوثقى مودّة أهل البيت (عليهم السلام)، أو حبّ آل محمّد (صلى الله عليه وآله)، أو الأئمّة من ولد الحسين (عليهم السلام). وإنّ هذه التفاسير بيان للمصاديق الواضحة، ولا تتنافى مع المصاديق الاُخرى كالتوحيد والتقوى وأمثال ذلك. دمتم في رعاية الله

2