حيدر ( 27 سنة ) - العراق
منذ سنة

الدين وما يثار من الشبهات

كثير من النظريات و القوانين العلمية نجحت في تفسير ظواهر طبيعية بدون إستخدام الآلات الحديثة و ليس فقط الإعجاز العلمي للقرآن، وقادة كثر غيروا التاريخ و ليس فقط النبي محمد ، والأخلاق فطرية و موجودة قدم الأنسان و لا حاجة للدين ، هل ان رسالة التوحيد وصلت إلى جميع سكان الكرة الارضية في جميع الازمان السنا بحاجة الى دين جديد نظرًا لكثرة المشاكل و تعدد الفقهاء ، عدم قدرة الإنسان على التحكم بغرائزه التي زرعها الله فيه فلو أنه عصى والديه فانه يعاقب في الدنيا بولد عاق و هذا الولد لا يستطيع تغيير نفسه


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب اما قضية النظريات العلمية: فهي في افضل احوالها انما تجد الوجه العلمي المقنع في تفسير الظواهر ولكنها لا يمكنها ان تنفي ان هذا الكون لابد له من مسبب وموجد مهما بلغت هذه النظريات بل على العكس ان العلم كلما تطور واكتشف العمق في الظواهر الطبيعة فانها تؤكد ان الموجد لهذا العالم في اعلى مراتب الدقة والتنظيم لهذا الكون فتكون الاكتشافات والنظريات في تفسير الظواهر ادل دليل على وجود الخالق العظيم. ومن هنا تتفق مع ما يقوله القران ويثبته في بيان بعض الحقائق العلمية وفرض ان النظريات فسرت الظواهر الطبيعية فهذا لا يعني انها بديلا عن القران الكريم فالقران ليس كتابا علميا حتى نفكر معه بهذه الطريقة بل هو كتاب هداية للناس من الباري تعالى ((هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَ هُدىً وَ مَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ))(سورة آل عمران، آية 138). اما قضية القادة الكثير فمع جلّ احترامنا لكل من ساهم في تغيير البشرية للافضل والاحسن الا ان هؤلاء لا يمكن ان يدعوا انهم انبياء ومرسلون من قبل الله تعالى وهذه هي الجنبة العظيمة التي تميز الانبياء عن غيرهم فهم من جانب بشر كبقية البشر ولكن من جانب هم مرسلون يوحى اليهم من قبل السماء ((قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى‏))(سورة فصلت، آية 6) وهؤلاء الانبياء مرتبطون بالله تعالى وهم معصومون عن الخطأ فكل ما يكون منهم فهو في عين السماء فلا يزلون ولا ينحرفون وكل ما يقولونه او يفعلونه هو الحق والصواب واما بقية البشر الذين ليسوا بانبياء فانهم مهما بلغوا فليسوا معصومين كالانبياء وبالتالي نسبة الخطأ في افعالهم موجودة وان كانت متفاوتة فهل يعقل مساوات النتاج بين اشخاص مبعوثين من قبل الله تعالى وهم مسددون من الله عز وجل وبين بشر ليسوا بانبياء ويحتمل الخطأ في حقهم مالكم كيف تحكمون. اما قضية فطرية الاخلاق فهذا المقدار لا ننكره ولكنه لوحده غير كاف ان يحفظ الانسان من الانحرافات الاخلاقية والعلمية والعملية بل يحتاج إلى من يساعده على الاستقامة ولو كانت الفطرة لوحدها كافية لكان جميع الناس معصومين عن الخطأ وهذا لا قائل به فاذاً الشهوات والملذات والتعلق بالدنيا واصحاب الاهواء ومن يكيد بالناس والشيطان وما توعده باضلال الناس والنفس الامارة بالسوء كل هذا يشكل عوامل انحراف الفطرة ودسها وغيابها عن ان تؤثر في حركة الانسان ومن هنا كان من لطف الله تعالى وحنانه على عبادة ان يساعدهم ويعينهم على الاستقامة والبقاء على الطريق المستقيم بايجاد قوانين تنظم كل هذه المفردات وبالتالي يغليق الباب امام وساوس الجن والانس من ان تؤثر وتغير من حركة الانسان وبالتالي تعمل هذه القوانين مع الفطرة على حفظ الانسان. اما قضية الحاجة إلى دين جديد فان الله تعالى عالم وحكيم وقد ختم الانبياء بالنبي الخاتم (صلى الله عليه واله) مما يعني ان الدين المحمدي صالح ان يستمر إلى يوم القيامة وكل ما نحتاجه هو مراعاة قوانين هذا الدين وليس صحيحا ان نقول بحاجة إلى دين جديد والتقصير من عندنا في تطبيق الدين فانتم طبقوه بكل ما فيه فسوف تجدون العجب في انتظام كل تفاصيل الدنيا. اما عدم قدرة الانسان على التحكم بغرائزه فهذا غير صحيح والدليل كثير من الناس المؤمنة مسيطرة على نفسها ولا ترتكب المعاصي الكبيرة واذا صدرة منهم الصغيرة فانهم يبادرون إلى اصلاحها والتوبة منها ماداموا يستقيمون على النظام الالهي واتباع دينه عز وجل وهذا كلامك يناقض قولك ان فطرة الانسان كافيه في استقامته ولا يحتاج إلى الدين فيتضح جليا انك تشعر من الاعماق ان الفطرة لوحدها غير قادرة على الحفاظ على اتزان الانسان وابعاده عن المفاسد والفطر تحتاج من يعينها وهذا ما بينته لكم سابقا. اما قضية من عصى والديه يرزق بولد عاق وهذا يلزم منه ان هذا الولد لا يقدر على تغيير نفسه للافضل فهذا الكلام غيد صحيح فالانسان مختار في اختيار طريقه واما الولد العاق لا يعني انه مجبور ان يكون عاقا بل المراد ان الشخص العاق لوالديه لا يهتم غالبا بتربية ابنائه تربية تجعلهم بارين بالاباء فيكون الابناء قد تربوا على اخلاق تجعلهم يختارون في الغالب عقوق الوالدين او ان هذا الشخص العاق لوالديه عندما يرزق بولد فان اخلاق الاب السيئة تحمل الابناء على عقوقه او ان الابناء عندما يكبرون ويرون اباهم كيف يتعامل مع ابيه وهو جدهم فانهم يختارون هذا الخلق السيء مع الاب لما وجدوه من اخلاقه السيئة مع جدهم او اي سبب اخر يؤدي بهم إلى اختيار عقوق الوالدين. والمهم من كل ذلك ان الابن يبقى له الاختيار فهناك اشخاص عاقين لابائهم ويكون الولد مؤمنا بارا وهناك من كان بارا بوالديه ويكون الابن عاقا له. واخيرا اشكر جنابكم على اسئلتكم واحب ان انبه كل من لديه اسئلة وتشكيكات ان يسعى للمعرفة والنقاش الهادئ والهادف كي يقف على الحق فيتبعه وحذار من الانجراف وراء الشبهات ونجعلها هي الحق لمجرد اننا نراها صحيحة فكثير منها ان لم نقل كلها هي تغريرات وخداع للافكار ويحتاج الانسان من يساعده على التفكير الصحيح كي لا يقع في شباك الضالين وبالتالي يخسر الكثير وقد يصعب عليه فيما بعد تغييره. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته