طالب العلم ( 18 سنة ) - العراق
منذ سنة

شبهات حرل زرارة رضي ﷲ عنه

شبهة يرددها الناصبة و هي أن زرارة و أبي بصير رضي ﷲ عنهما كانا من أهل الكوفة و الإمام الصادق و الباقر [صلوات ربي و سلامه عليهما] كان في المدينة فـ من أين جاءا بألاف الأحاديث عنهما، و يقولون أنهما يألفان على الأئمة، فـ هل هذا الكلام موجود في كتبنا لو فقط عندهم بس لتسقيط الشيعة و النيل منهم؟ أم أنها موجودة و كانت تقية من الأئمة مثل أحاديث اللعن لزرارة كي لا يمسه أحد من السلطة العباسية بأذى لأنه من خواص الأئمة؟ كما أن هناك كلام ينقلوه عن أن الإمام الصادق كان يقول أن زرارة لم يدخل على ابي الا مرات


أهلاً وسهلاً بالسائل الكريم العلاقة التي ربطت بين زرارة والامامين الصادقين عليهما السلام لم تكن في نوعها من قبيل علاقة الراوي الذي ياخذ الحديث عن الامام ثم ينصرف لشانه، بل هي علاقة التلميذ الملازم لاستاذه الذي لا يكاد ينفك عنه حتى عد من‏ حواريي ابي ‏جعفر عليه السلام، كما وصفه الامام موسى بن جعفر عليهما السلام. وكانت بداية هذه العلاقة عندما بدا زرارة بمراودة بيت الامام الباقر عليه السلام في المدينة قادما اليها من الكوفة، وهو لايزال في اوائل شبابه. ويحدثنا زرارة عن اول لقاء بينه وبين الامام الباقر عليه السلام فيقول: «قدمت المدينة وانا شاب امرد، فدخلت سرادقا لابي جعفر عليه السلام بمنى، فرايت قوما جلوسا في الفسطاط وصدر المجلس ليس فيه احد، ورايت رجلا جالسا ناحية يحتجم، فعرفت برايي انه ابوجعفر عليه السلام، فقصدت نحوه، فسلمت ‏عليه، فرد السلام علي، فجلست بين يديه والحجام خلفه، فقال: امن بني اعين انت؟ فقلت: نعم، انا زرارة بن اعين.فقال: انما عرفتك بالشبه، احج حمران؟ قلت: لا، وهو يقرئك السلام. فقال: انه من المؤمنين حقا، لا يرجع ابدا، اذا لقيته فاقرئه مني السلام... فقال زرارة: فحمدت اللّه تعالى واثنيت عليه فقلت: الحمد للّه، فقال هو: الحمد للّه. ثم قلت:احمده واستعينه، فقال هو: احمده واستعينه. فكنت كلما ذكرت اللّه في كلام ذكره كما اذكره‏ حتى فرغت من ‏كلامي‏». واستمرت هذه العلاقة امدا طويلا يتردد فيها زرارة على بيت الامام الباقر عليه السلام للتزود من علومه وحديث اهل ‏البيت:، كما تنبئ عن ذلك كثرة الاحاديث التي يرويها عن الامام عليه السلام مما لا يمكن تحصيله الا مع كثرة الاختلاف اليه. وربما يظهر من بعض النصوص انه كان ينزل في بعض اسفاره في دار الامام، فقد حدث انه تغدى مع ابي جعفر عليه السلام في شعبان خمسة عشر يوم . واما علاقته بالامام الصادق عليه السلام فلربما كانت اطول واوثق من علاقته بابيه الباقر عليه السلام، حيث دامت اربعين سنة او تزيد، فقد روى زرارة انه قال لابي عبد اللّه عليه السلام: «جعلني اللّه فداك! اسالك في الحج منذ اربعين عاما فتفتيني! فقال:يازرارة، بيت حج اليه قبل آدم عليه السلام بالفي عام تريد ان تفنى مسائله في اربعين عاما!». (مركز الدراسات) وهذا يدل على كثرة تردد زرارة (رحمه الله) على الإمام عليه السلام والأخذ منه خلافاً لما مذكور في السؤال . وقد قال الامام الصادق (عليه السلام): "رحم اللّه زرارة بن أعين لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي". و لم يكن جاداً في لعن زرارة بل أراد من لعنه ـ ظاهراً ـ أن يوحي للسلطة آنذاك بعدم وجود علاقة ودّية بينه وبين زرارة؛ حفاظاً على زرارة من القتل أو الاعتقال بتهمة صلته وارتباطه بالإمام. ويؤيد ذلك ما رواه الكشّي عن الإمام الصادق (عليه السلام) بأنه قال لولد زرارة. عبد اللّه: اقرأ منّي على والدك السلام، وقل له إنّي إنّما أعيبك؛ دفاعاً منّي عنك، فإنّ الناس والعدوّ يسارعون إلى كلّ من قرّبناه وحمدنا مكانه؛ لإدخال الأذى فيمن نحبّه ونقرّبه". رجال الكشّي: 138 رقم221.