وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته لا يخفى إنّ التأريخ البشري يرجع بدايته إلى آدم صفوة الله فهو أبو البشر ومنه بدء النسل والنوع الإنساني حيث خلقه الله عزوجل من تراب (ثم قال له كن فيكون )، وقع نزاع في كيفية بدء النسل بعد آدم (عليه السلام) واختلف العلماء والمفسّرون في ذلك. فقيل: يحتمل أن يكون قبل آدم (عليه السلام) بشر مخلوق كما في بعض الروايات وان كانت ضعيفة, فربما بقي من ذلك النسل ما تزوّجه هابيل وقابيل ومن ثم بدء النسل الجديد لآخر المرحلة البشرية المتكاملة. وقيل: بجواز نكاح الأخ من الأخت في النسل الأول فقط أي بين هابيل وقابيل واختيهما، إذ حواء كانت تلد توأماً من ذكر وأنثى, ويكون هذا من التشريع الخاص لبدء النسل البشري, وهذا ما يتمسك به المجوس من جواز نكاح المحرمات، إلّا أنّه ورد في الروايات أن التحليل كان في النسل الأول ومن بعده كان التحريم والمجوس قالوا بما بعد الأول . وقيل: وهذا مّا ذهب إليه البعض وفقاً لما بينته بعض الاخبار التي وردت عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والتي انكرت مقولة المجوس واتباعهم غاية الانكار، مثل خبر زرارة قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) كيف بدأ النسل من ذرية آدم (عليه السلام) فإنّ عندنا اناساً يقولون: إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم (عليه السلام): أن يزوّج بناته بنيه، وأن هذه الخلق كلّه أصله من الأخوة والأخوات, قال أبو عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام): تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً يقول من قال هذا: إنّ الله عز وجل خلق صفوة خلقه وأحبائه وانبيائه ورسله والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام ... المزید..... إلى أن قال: أنزل بعد العصر في يوم الخميس حوراء من الجنةـ والملائكة يتصوّرون بصورة الآدمي كما كان جبرئيل ينزل بصورة دحية الكلبي ـ اسمها بركة, فأمر الله عز وجل آدم أن يزوّجها من شيث فزوّجها منه, ثم نزل بعد العصر من الغد حوراء من الجنة اسمها منزلة ( نزلة ) فأمر الله عز وجل آدم أن يزوّجها من يافث فزوّجها منه فولد لشيث غلام وولد ليافث جارية, فأمر الله عز وجل آدم حين أدركا أن يزوّج بنت يافث من ابن شيث, ففعل ذلك فولد الصفوة من النبيين والمرسلين من نسلهما, ومعاذ الله أن ذلك على ماقالوا من الأخوة والأخوات. (بحار الانوار: 11، 224 عن علل الشرايع: 18).