logo-img
السیاسات و الشروط
موسى صادق ( 22 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الرياء

السلام عليكم ، انا باذن الله ابي اصير رادود ، والان انا الحمدلله مبتدي تقريباً لي سنتين اخدم اهل البيت عليهم السلام وهذا من فضل ربي ، لكن انا احس نفسي اقرا للناس وما اقرا لاهل البيت ، مثلاً اشيل هم اذا ما اعجبتهم القصيدة ، واروح ادور افضل القصائد عشان تعجب الناس ، ف ايش الحل هل يعتبر هذا رياء ؟. واذا كان رياء كيف اعالجه وكيف اخلي نيتي لوجه الله ولاهل البيت عليهم السلام ؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا من الامور المهمة في الهطيب او الرادود اختيار مايناسب الناس من حيث المستوى الثقافي والتفاعل مع القصيدة فهذا امر مهم كذلك لجذب الناس للمجلس الذي يقام. نجيب عن سؤالكم بأمرين : الأمر الاول :كيف يتم تحديد معنى الرياء في تصرفاتنا: . إن الرياء هو سيئة خفية تغيب حتى عن الإنسان نفسه، فيكون باطنه من أهل الرياء وهو يتوهم عمله خالصاً، ولهذا ذكروا للرياء علامات، وبواسطة العلامة يعرف الإنسان سريرته فيبادر لعلاجها. وكثيراً ما يكون الشخص المرائي غافلاً عن كون الرياء قد تسرب إلى أعماله واستولى عليها، والسبب في ذلك يعود إلى أمرين: الأول: إن مكائد الشيطان والنفس الأمارة من الدقة والخفاء، وصراط الإنسانية من الرهافة والظلمة إلى درجة لا يتنبه الإنسان إلى ما هو فيه إن لم يكن حذراً جداً. الثاني: لما كان الإنسان مجبولاً على حب النفس فإن حجاب حب النفس يستر عنه معايب نفسه. في جملة وصايا النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: "ثلاث علامات للمرائي: ينشط إذا رأى الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويحب أن يحمد في جميع أموره". والعلامة التي ذكرتها الرواية أن الإنسان يشاهد في نفسه عزوفاً عن العبادات عندما يكون لوحده، وإذا اشتغل بالعبادات في تلك الحالة يحس بالكلفة أو تكون مجرد عادة من دون توجه وإقبال، ولكن عندما يحضر في المساجد والمجامع وفي الأماكن العامة يؤدي تلك العبادة وظاهره ملي‏ء بالنشاط والسرور وحضور القلب ويميل إلى إطالة الركوع والسجود ويؤدي المستحبات أيضاً بشكل حسن ... المزید على الإنسان أن يسأل نفسه عن سبب هذا التفاوت بين الحالتين؟ ربما تأتي النفس الأمارة لتزين له وتموّه عليه قائلة: يشتد النشاط في المسجد وفي الجماعة لأنها أكثر استحباباً وأعظم ثواباً فبسبب شدة الاستحباب وعظم الثواب يزداد اهتمامك بها. وعندما ترى أنك حتى خارج المسجد وفي صلاة الفرادى تفعل ذلك أمام الناس تأتي لتقول لك: يستحب أداء العمل أمام الناس بصورة حسنة لكي يقتدي به الآخرون ويرغبون بالدين! وهكذا تخدع النفس هذا الإنسان المسكين لتبعده عن المبادرة إلى العلاج. إن النفس تظهر المعصية بصورة العبادة والتكبر والغرور على أنه ترويج للدين! فيمكن للإنسان أن يسأل نفسه: إن الإتيان بالمستحبات في الخلوات مستحب فلماذا ترغب النفس بأدائها في العلن؟ لماذا تراه في ليالي القدر بين جموع الناس يبكي ويخشع ويصلي مائة ركعة ويقرأ دعاء الجوشن وأجزاء من القرآن المجيد دون أن يتلكأ أو يحس بالتعب؟ ولماذا يرغب بمدح الناس على كل عمل يعمله؟ فتجد أذنه متوجهة إلى ألسن الناس وقلبه عندهم، علّه يسمع كلمة: ما أشد تدين و التزام هذا الإنسان! إذا كان الله تعالى هو الهدف فما هذا الميل المفرط نحو الناس؟ انتبه فإن هذا الميل ليس بعيداً عن الرياء الخبيث، فاسعَ ما استطعت إلى إصلاح نفسك من أمثال تلك الميول ما دام الإصلاح ممكناً. الامر الثاني :علاج الرياء: علاج الرياء التفكّر في عظمة الله الخالق وحقّه العظيم وأنّ الله لا يقبل عمل المرائي. فعن الصادق عليه السلام قال : « كلّ رياء شرك إنّه من عمل للناس كان ثوابه على الناس ، ومَن عمل لله كان ثوابه على الله ». وفي الحديث القدسي قال الله تعالى : « أنا خير شريك ، مَن أشرك معي غيري في عمل عمله لم أقبله وهو لمَن عمل له ولا أقبل إلّا ما كان خالصاً لي وحدي ». نعم قد يوسوس الشيطان ليمنع المؤمن من العبادة فيظهر له أنّه مراءٍ فلا بدّ من عدم الاهتمام بذلك والاستمرار في العبادة. ففي الحديث عن الصادق عليه السلام : « إذا أتى الشيطان أحدكم وهو في صلاته فقال إنّك مرائي فليطل صلاته ما بدا له ما لم تفته وقت فريضته ». فالرياء هو طلب المنزلة في قلوب الناس بإظهار خصال الخير ، فيقصد المرائي بالعبادة أن تكون له منزلة عند الناس ، وهذا المعنى يزول عندما يلتفت المؤمن إلى أنّ العبادة لابدّ أن تكون لله تعالى وأنّه هو المستحقّ للعبادة وهو القادر على كلّ شيء ، فإذا عمل المؤمن عملاً لله سرّاً يظهره الله تعالى للناس ، كما ورد في الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام : « مَن أراد الله عزّ وجلّ بالقليل من عمله أظهره الله أكثر ممّا أراد ، ومَن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهره من ليله ، أبى الله عزّ وجلّ إلّا ان يقلّله في عين مَن سمعه » وإن أهمّ ما يمكن أن يفيد في هذا الجانب هو الالتزام بالنقاط التالية: 1 ـ رفع مستوى الوعي الديني، في مجالاته المختلفة وبالاخص الفقهي والأخلاقي. 2 ـ الاهتمام بتزكية النفس وتربيتها، وترويضها على ترك الخطورات، والصبر لى الطاعات، وانتهاج أفضل السبل الكفيلة بذلك. 3 ـ الابتعاد عن الأجواء والمحيطات الملوثة، ومقاطعة رفاق السوء، واستبدال ذلك بمجالس الذكر والرفقة الصالحة، وهذه النقطة وسوابقها عامة في علاج ارتكاب المحظورات. 4 ـ التملي من التفكير بهذا العمل وأهدافه وعواقبه الوخيمة واستعظامها حتى تستهولها النفس فيكون رادعاً لها عن اقترافه. 5 ـ قطع جذور الطمع وحب الجاه والسمعة واجتثاثها من الاصول، لانها من البواعث المهمة على الرياء، وترويض النفس على ذلك. 6 ـ التوازن في الاعتداد بالنفس والثقة بها، وترك الاهتمام بقييم الناس وخشيتهم دمتم في رعاية الله

2