( 23 سنة ) - بلجيكا
منذ سنة

لماذا لا يكون الخمس واجب فقط في زمن الإمام؟

السؤال: لماذا نسلم الخمس للمراجع وليس هناك دليل على ذلك، و السبب أنّ الخمس كان يُعطى للإمام (ع) ولكن الآن الإمام غائب فلماذا لم يكون مستحب مثل صلاة الجمعة، فقد قالوا صلاة الجمعة مستحبة لأن الإمام غائب ولا تكون الصلاة إلا بوجود الإمام فأيضاً لماذا لايكون تسليم الخمس إلا بوجود الإمام؟؟؟؟ ونتمنى الرد بالأدله الواضحة و المقنعه و نحن لكم من الشاكرين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي العزيز.. من العجيب أن يقول مؤمن يعلم مدى تقوى العلماء وزهدهم في الحياة وحرصهم على الآخرة وورعهم عن المحرمات من العجيب جدا أن يقول: (لا دليل على وجوب إعطاء الخمس للمرجع)! هل عندكم احتمال ولو بنسبة ضئيلة أنكم أكثر ورعا من المراجع العظام؟! هل تحتملون أن المراجع يستلمون أموال الإمام بدون دليل؟! هل تحتملون أن المراجع يمكن أن يتصرفوا بأموال الفقراء بلا وجه شرعي؟! لا أظنكم كذلك أبدا! لكن الظاهر أن كثرة تكرار هذه الكذبة (لا دليل على وجوب تسليم الخمس للمراجع) قد أثر عليكم وتعاملت معها على أنها حقيقة! مما لا شك فيه أن هناك دليل على تسليم الخمس للمراجع، ومجرد عدم وجود رواية أو آية تدل على ذلك، لا يعني أن الدليل غير موجود؛ فإن كثيرا من الأمور التي تقومون بها أنتم وغيركم من المكلفين لا يوجد فيها نص خاص يدل على جوازها، ومع ذلك أنتم لا تشكون بجوازها. ومن أوضح تلك الأمور استعمال الهاتف الذي أرسلتم منه هذا السؤال، فهل يمكنكم أن تعطوني رواية تصرح بأن الهاتف يجوز استعماله؟! ومن الأمثلة كذلك: وجوب نية القربة في العبادات من الصلاة والصوم؛ فلا أظنكم تشكون في أن الصلاة والصوم لا يمكن أن يصحا إذا لم يكونا لوجه الله تعالى، لكن هل يمكنكم أن تأتوني بآية أو رواية تدل على ذلك صريحا؟! قطعا لا! وهكذا في العديد من الأمور كركوب السيارة والطائرة واقتناء التلفاز واللابتوب وغير ذلك الكثير. إذن فليس من الصحيح أن نشنع على المراجع ونقول لهم: (لا يوجد دليل) بمجرد أننا لم نجد آية أو رواية؛ لأن هناك قواعد أسسها أهل البيت (عليهم السلام) يرجع إليها الفقهاء في عملية الاستنباط للحكم الشرعي فيفتون على وفقها. ولا حاجة للمكلف أن يطالب المرجع بدليله ما دام هو ليس من أهل الاختصاص وما دام قد ثبت له بالدليل أن المرجع عالم وورق وتقي. وهذا ما تفعلونه مولانا الكريم في صلاتكم وصيامكم؛ حيث لا تسألون عن دليل المرجع على كفاية التسبيحات الأربع مرة واحدة، ولا عن دليل عدم وجوب سجود السهو لزيادة القيام مثلا! فلماذا عندما يصل الأمر إلى الأموال تبدأ عملية التنقيب والتحقيق؟! هل الأموال أفضل من الصلاة؟! من أراد أن يطلع على الأدلة بتفصيلاتها فيمكنه أن يكون من أهل الاختصاص ويقضي عمره في طلب العلم ليصل إليها. أما أن يختار الإنسان أن يكون مقلدا، ثم يأتي ويشكل على الفقيه في الأحكام التي لا تتناسب مع مزاجه فهذا ليس أمرا عقلائيا. ومع ذلك فقد تصدى جملة من رجال الدين لدفع هذه الإشكالات بمحاضرات متعددة، كمحاضرات السيد ضياء الخباز حفظه الله. كما قد عمل (فريق أبعاد) سلسلة عن هذا الموضوع بصورة سلسة باسم (قصة الخمس) يمكنكم الرجوع إليها وفهم مسألة الخمس. وفقكم الله لكل خير..

1