المناجاة
ما هي المناجاة ؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم معنى المناجاة لغة: ناجاه أي سارَّه ، أي الحديث السري الخافت ، الخطبة مثلاً لا تعتبر مناجاة لأنها بصوت مرتفع ، ولكن بعد الخطبة قد يكون لي حديث خاص مع بعض الإخوان ، أضغ فمي على أذنه ، وأتكلم معه بصوت منخفض ، هذه تسمى مناجاة ، لذلك القرآن يقول : ﴿ فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ- المجادلة 9 ﴾ فالمناجاة حديث مع الله سبحانه وتعالى ولكنه سرا . المناجاة : حديث المحب لمحبوبه إذا كنت ترى إن الله عالي وأنا داني وقد اطلب منه حياء أو إكراه أو لحاجه هذا دعاء أما إذا كنت تراه محبوبك الذي تقدم عليه والذي تنفتح عليه والذي ترغب أن تتحدث معه فحينئذ تأتي المناجاة ،وهي اقصر الطرق إلى الله اقصر الطرق إلى التقوى إذا حصلت على المناجاة يعني جلست في ظلام الليل جلست بينك وبين نفسك بحب ورغبه أن تتحدث مع الله أن تتكلم مع الله أن تخاطب الله أن تبث همومك وأحزانك وما في قلبك إلى المحبوب الأول. والضرورة من المناجاة ، هي ان الإنسان مشتق من الأنس ، والإنسان المؤمن وغير المؤمن يحتاج إلى أنيس يأنس به ، ويركن إليه ، لهذا من أكبر أهداف الزواج في القرآن نجده في قوله تعالى : ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ – الروم 21 ﴾ لم يذكر الاستمتاع ، لم يذكر تدبير أمور المنزل ، حتى الأمر المقدس وهو التناسل لم يذكره القرآن الكريم ، أول هدف من أهداف الزواج السكون والارتياح ، و لهذا الإنسان الذي لا أنيس له ولا صديق يصاب بالأمراض النفسية كالاكتئاب ، وقد يلجأ الإنسان إذا لم يلق الأنيس المناسب الحلال إلى الأنيس الحرام … علاقات وصداقات عبر شبكات الإنترنت ، يكتب إلى إنسان مجهول لا يُعلم جماله أو كماله ، المهم أن يأنس مع موجود حقا كان أو باطلا ، إذن فالإنسان يحتاج إلى أنيس ، ونلاحظ أن الروايات لا تمنع الأنس بالمؤمنين ، ولا تخصه فقط بالله ، فهذا غير منطقي ، إذ لا يستطيع كل إنسان أن يعيش حالة الأنس مع رب العالمين ، و لهذا ورد في بعض النصوص : ( أن المؤمن لا يأنسُ إلا باللهِ أو بمؤمنٍ مثله ) لأن المؤمن صورة مصغرة من عالم الغيب ، وهو لا يستطيع أن يرتبط بالله مباشرة ، فيتخذ من إخوانه المؤمنين من يأنس به ، إذا كان مؤمنا صادقا ، يذكره بالله رؤيته ، ولكن شتان بين الأنسين . دمتم في رعاية الله