( 34 سنة ) - العراق
منذ سنتين

طلب نبي الله موسى(ع)

السلام عليك ورحمة الله وبركاته لماذا طلب موسى عليه السلام من الله أن يرسل معه أخاه هارون؟ {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34)} سورة طه


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٥٤٨-٥٥٠: كان إيصال هذا الحمل الثقيل - حمل رسالة الله، وقيادة البشر وهدايتهم، ومحاربة الطواغيت والجبابرة - إلى المحل المقصود يحتاج إلى معين ومساعد، ولا يمكن أن يقوم به إنسان بمفرده، فقد كان الطلب الرابع لموسى من الله هو: واجعل لي وزيرا من أهلي. " الوزير " من مادة الوزر، وهي في الأصل تعني الحمل الثقيل، ولما كان الوزراء يتحملون كثيرا من الأحمال الثقيلة على عاتقهم، فقد أطلق عليهم هذا الاسم، وكذلك تطلق كلمة الوزير على المعاون والمساعد. أما لماذا طلب موسى أن يكون هذا الوزير من أهله؟ فسببه واضح، لأنه يعرفه جيدا، ومن جهة أخرى فإنه أحرص من غيره، فكم هو جيد وجميل أن يستطيع الإنسان أن يتعاون مع شخص تربطه به علائق روحية وجسمية؟! ثم يشير إلى أخيه، فيقول: هارون أخي وهارون - حسب نقل بعض المفسرين - كان الأخ الأكبر لموسى، وكان يكبره بثلاث سنين، وكان طويل القامة، جميلا بليغا، عالي الإدراك والفهم، وقد رحل عن الدنيا قبل وفاة موسى بثلاث سنين (1). وقد كان نبيا مرسلا كما يظهر من الآية (45) من سورة المؤمنون: ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين. وكذلك كانت له بصيرة بالأمور وميزانا باطنيا لتمييز الحق من الباطل، كما ورد في الآية (48) من سورة الأنبياء: ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء. وأخيرا فقد كان نبيا وهبه الله لموسى من رحمته: ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا (2)، فقد كان يسعى جنبا إلى جنب مع أخيه في أداء هذه الرسالة الثقيلة. صحيح أن موسى (عليه السلام) عندما طلب ذلك من الله في تلك الليلة المظلمة في الوادي المقدس حيث حمل الرسالة، كان قد مضى عليه أكثر من عشر سنين بعيدا عن وطنه، إلا أن ارتباطه - عادة - بأخيه لم يقطع بصورة كاملة، بحيث أنه يتحدث بهذه الصراحة عنه، ويطلب من الله أن يشاركه في هذا البرنامج الكبير. ثم يبين موسى (عليه السلام) هدفه من تعيين هارون للوزارة والمعونة فيقول: أشدد به أزري و " الأزر " أخذت في الأصل من مادة الإزار، أي اللباس، وتطلق خاصة على اللباس الذي يشد ويعقد وسطه، ولذلك قد تطلق هذه الكلمة على الظهر أو القوة والقدرة لهذا السبب. ويطلب، من أجل تكميل هذا المقصد والمطلب: وأشركه في أمري فيكون شريكا في مقام الرسالة، وفي إجراء وتنفيذ هذا البرنامج الكبير، إلا أنه يتبع موسى على كل حال، فموسى إمامة ومقتداه. دمتم في رعاية الله

1