السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
جاء في تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٥ - الصفحة ٣٢٠:
واعلم أن في القصة روايات كثيرة مختلفة المضامين عجيبتها كالقائلة: ان الله اخذ كبش هابيل فخزنه في الجنة أربعين خريفا ثم فدى به إسماعيل فذبحه إبراهيم، والقائلة:
ان هابيل مكن قابيل من نفسه وانه تحرج ان يبسط يده إلى أخيه، والقائلة ان قابيل لما قتل أخاه عقل الله إحدى رجليه إلى فخذها من يوم قتله إلى يوم القيامة وجعل وجهه إلى اليمين حيث دار دارت عليه حظيرة من ثلج في الشتاء، وعليه في الصيف حظيرة من نار ومعه سبعة املاك كلما ذهب ملك جاء الاخر، والقائلة: انه معذب في جزيرة من جزائر البحر علقه الله منكوسا وهو كذلك إلى يوم القيامة، والقائلة: ان قابيل بن آدم معلق بقرونه في عين الشمس تدور به حيث دارت في زمهريرها وحميمها إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة صيره الله إلى النار، والقائلة: ان ابن آدم الذي قتل أخاه كان قابيل الذي ولد في الجنة، والقائلة: ان آدم لما بان له قتل هابيل رثاه بعدة أبيات بالعربية، والقائلة:
انه كان من شريعتهم ان الانسان إذا قصده آخر تركه وما يريد من غير أن يمتنع منه، إلى غير ذلك من الروايات.
فهذه وأمثالها روايات من طرق جلها أو كلها ضعيفة، وهى لا توافق الاعتبار الصحيح ولا الكتاب يوافقها فهى بين موضوعة بينة الوضع وبين محرفة أو مما غلط فيه الرواة من جهة النقل بالمعنى.
وورد في روايات أخرى الإشارة لما حلّ بقابيل بعد قتله لهابيل ،فعن ابن بابويه حدثني محمد بن علي بن ماجيلويه، حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن الحسن بن ابان عن ابن أورمة، عن عمر بن عثمان، عن العبقري *، عن أسباط، عن رجل حدثه عن علي بن الحسين صلوات الله عليه: ان طاووسا، قال في المسجد الحرام: أول دم وقع على الأرض دم هابيل ، وهو يومئذ قتل ربع الناس، وقال له زين العابدين عليه الصلاة السلام: ليس كما قال ان أول دم وقع على الأرض دم حوا حين حاضت، يومئذ قتل سدس الناس، كان يومئذ آدم وحوا وقابيل وهابيل وأختاه بنتين كانتا.
ثم قال صلوات الله عليه: هل تدرى ما صنع بقابيل؟ فقال القوم: لا ندري، فقال: وكل الله به ملكين يطلعان به مع الشمس إذا طلعت، ويغربان به مع الشمس إذا غربت، و ينضجانه بالماء الحار مع حر الشمس حتى تقوم الساعة .
ووبهذا الاسناد عن ابن أورمة، عن الحسن بن علي، عن ابن بكير، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال: ان بالمدينة لرجلا اتى المكان الذي فيه ابن آدم عليه السلام فرآه معقولا معه عشره موكلون به، يستقبلون بوجهه الشمس حيث ما دار تفي الصيف، ويوقدون حوله النار، فإذا كان الشتاء يصبوا عليه الماء البارد، وكلما هلك رجل من العشرة اخرج أهل القرية رجلا، فقال له: يا عبد الله ما قصتك لأي شئ ابتليت بهذا؟ فقال: لقد سألتني من مسألة ما سألني أحد عنها قبلك، انك أكيس الناس، وانك لأحمق الناس .
دمتم في رعاية الله