عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. قال المحقق الشيخ عبد الله المامقاني (قدس سره) في كتاب (مرآة الرشاد): «اعلم بنيّ - هداك اللّه سبحانه إلى سواء الصراط، وجنبك المعاصي والزلات - ان أول ما يجب عليك ان تنظر في أصول دينك، وتحكم بالأدلة القطعية بنيان اعتقادك ويقينك في خالقك وأنبيائه وأوليائه، لعدم كونك سدى كالحيوانات . وليس غرضي من ذلك الاشتغال بعلمي الكلام والحكمة ومراجعة كتبهما، بل أنهاك عن مراجعتها قبل الكمال أشد المنع، لان فيها سوفسطائية ربما توقعك في الهاوية، بل ورد النص من أهل البيت عليهم السّلام بالمنع عن مطلق مراجعتهما بل غرضي مراجعة كتب العقائد». وهذه خير نصيحة ينبغي الأخذ بها لمن يريد دراسة هذا الفلسفة؛ فلا يدخل فيه إلا بعد الكمال. ومن هنا فلا يدرسه من لا يكون من أهل الاختصاص. بل لو لم يؤثر عليه سلبا، فهو مضيعة وقتٍ له؛ لعدم حاجة عامة الناس إلى هذه العلوم، ولو أن دارس الفلسفة صرف الوقت (الذي يقضيه على دراستها) في الاهتمام بالقرآن الكريم أو نهج البلاغة لحصل معارف كثيرة لم يكن ليحصل عُشر مِعشارها من دراسته للفلسفة. اما مايدرسه طلاب الحوزة فهي كتب العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي في الفلسفة. وفقكم الله لكل خير..