عليكم السلام ورحمة الله وبركاته في عام 106 بعدَ ميلادِ السيدِ المسيح عليه السّلام .. اجتاحَت الجيوشُ الرومانيةُ بلادَ الأُردنّ، حيث تَنهضُ مملكةُ الأنباط. و كان الأمبراطورُ الروماني « تراجان » وَثَنيّاً مُتَعصّباً، فراحَ يُطارِدُ المؤمنينَ خاصّةً أتباع السيد المسيح عليه السّلام. وفي سنة 112 ميلادية أصدَرَ الأمبراطورُ تراجان مرسوماً يقضي بأنّ كل عِيسَوي يَرفُضُ عبادةَ الآلهة سوف يُحاكَم كخائنٍ للدولة، وانّه سَيُعرِّضُ نفسَه للموت، اصدر الامبراطور المَرسُومَ باعتبارِ جميعِ النصارى خَوَنةً للدولة! وكان المسيحي يُخيَّر بينَ عبادةِ الآلهةِ أو الموت. فكانوا اصحاب الكهف موحدين على دين النبي عيسى المسيح الى ان احياهم بعد ثلاث قرون في سنة « 408م » اعتلى الأمبراطورُ « ثيودوسيوس » عرشَ رُوما، وهو الأمبراطورُ الذي اعتَنَق الدِّينَ المسيحيَّ لِتُصبِحَ أمبراطوريةُ روما مسيحيّة. وفي سنة 412م شاء اللهُ أن تَتجلّى الحقيقة، وأن تَظهرَ قُدرتُه للناسِ رحمةً منه فالفتيةُ السبعةُ أستَيقظوا وتعرف عليهم الناس وعلى ماجرى لهم. بحث اخر : هناك خلاف في أنه هل يوجد بعد نبي الله عيسى (عليه السلام) وقبل نبينا (صلوات الله عليه وآله) أنبياء أم لا! هناك من لا يرى وجود أنبياء ويستدل على ذلك بقوله تعالى: (( يَا أَهلَ الكتَاب قَد جَاءَكم رَسولنَا يبَيّن لَكم عَلَى فترَة منَ الرّسل)) (المائدة: من الآية19)، ويعتبرون تلك الفترة هي بين نبينا (صلى الله عليه وآله) وبين نبي الله عيسى (عليه السلام )، ويستدل أيضاً برواية عن أهل السنة عن أبي هريرة مفادها أن ليس بين نبينا وبين عيسى نبي كما في صحيح البخاري ومسلم. وهناك من يرى وجود أنبياء في تلك الفترة وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك الرسل بقوله تعالى: (( إذ أَرسَلنَا إلَيهم اثنَين فكَذَّبوهمَا فعَزَّزنَا بثَالث فقَالوا إنَّا إلَيكم مرسَلونَ )) (يـس:14) ، على اعتبار أولئك رسل عن الله تعالى وليسوا رسلاً عن عيسى (عليه السلام) كما يرى البعض. هذا بالاضافة إلى روايات أخرى تشير إلى أن جرجيس وخالد بن سنان كانا من الأنبياء. وآخر من نسبت له النبوة هو خالد بن سنان وقبله جرجيس وقبله الرسل الثلاثة _ فان لم تصح نبوة هؤلاء أو غيرهم فان آخر نبي بين نبينا (صلى الله عليه وآله) سيكون هو نبي الله عيسى (عليه السلام) . وكان ظهور خالد بن سنان قبل ما يقارب أربعين سنه من ولادة نبينا (صلى الله عليه وآله) وظهور جرجيس قبل مئتين وخمسين سنة من ولادة نبينا (صلى الله عليه وآله ). وأما الرسل الثلاثة فكانوا قبل أكثر من أربعمائة سنة من الولادة نبينا (صلى الله عليه وآله) وكانت دعوة عيسى (عليه السلام) قبل أكثر من أربعمائة وخمسين سنة من ولادة نبينا (صلى الله عليه وآله). ودمتم في رعاية الله