logo-img
السیاسات و الشروط
( 19 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

خلق السموات والارض

ماهو رأي سماح السيد علي السيستاني (دام ظله) بكلام بمن يقول: أن الإمام علي والنبي محمد خلقا الكون بإذن الله؟


وردت بعض الروايات تفيد أن الله تعالى خلق من نور النبي (صلى الله عليه واله) وأهل البيت (عليهم السلام) كل خير، فكانوا (عليهم السلام) واسطة الفيض الإلهي لكل الخلق، كان ويكون الى ما شاء الله تعالى. وورد أن لهم الولاية التكوينية في إدارة الكون بأجمعه، فالله تعالى أعطاهم كل هذا لما لهم من المقام والمنزلة وما عندهم من الايمان والطاعة، وليس المراد أنهم واسطة الفيض الإلهي بأجسامهم ووجودهم المادي، وانما بوجودهم النوري فان الله تعالى خلقهم أنوارًا قبل خلق الخلق وقد دلت روايات عديدة على هذا المعنى. وكون أهل البيت (عليهم السلام) قد أوكل لهم الخلق والرزق من الله تعالى لا يعني ان الله تعالى لا يخلق ولا يرزق، وأن الأمر بيد خلقه، ولا تدبير له في شيء، كما يذهب إليه بعض فرق المسلمين، بل الله تعالى بيده كل شيء، وهو من اعطى القدرة لخلقه في أي فعل من الأفعال، ولولا الله تعالى لما أمكن لأحد ان يفعل أي شيء كما اقدر الله تعالى ملك الموت على قبض الأرواح، فإن ملك الموت لولا الله تعالى لا يقدر أن يفعل شيئًا، فكل فعل يصدر منه إنما هو بقدرة الله. وعليه: فإذا قلنا أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يخلق، أو علياً يخلق، فإنما هذا من الله، وليس من عند أنفسهم، ولولا الله لما أمكنهم أن يفعلوا شيئا، وقد صرح القران الكريم بإمكان العباد أن يخلقوا وأن يشافوا وأن يحيوا الموتى، ولكن كله بإذن الله تعالى، فهو من أقدرهم على ذلك، وهو أقدر منهم على ما أقدرهم عليه، يقول الله تعالى: ((وَرَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)) (آل عمران:49)، فالآية الشريفة تثبت لعيسى أنه يخلق، وأنه يشافي، وأنه يحيي، ولكن كل هذا بإذن الله تعالى، فإذا كان عيسى (على نبينا وآله وعليه السلام) يفعل ذلك. فمن هو أفضل منه يفعل ذلك، وقد ثبت أن النبي الخاتم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) هو أفضل من جميع الأنبياء، فما ثبت لهم يثبت له بشكل آكد واقوى. وخلاصة الكلام أن الله تعالى هو القاهر فوق عباده، ولا يمكن لعبد أن يفعل فعلًا، فيخلق أو يرزق أو يشفي أو يحي أو يميت إلا بإذن الله تعالى وقدرة الله تعالى.

12