ابو منتظر العيساوي ( 27 سنة ) - العراق
منذ سنتين

دخول ابليس للجنه بعد الطرد من الله

السلام عليكم ورحمة الله لقد دار في بالي وانا استمع للقرآن الكريم تساؤل حول . إن الله تعالى أمر الملائكه بالسجود لآدم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر فطرده الله وحاجج الله بما اغويتني لاقعدن لهم يعني للبشر فطرده الله ولعنه . وبعد ذالك ادخل الله آدم وحواء الجنه ونهاهم عن الشجره . السوال هو. 1-كيف وسوس ابليس لحواء وهي بالجنه وكان قد طرد منها كيف يمكن الدخول . 2-مامعنى قوله تعالى بما اغويتني . هل الله جل وعلا هو اغوى الشيطان .


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب اما سؤالكم الاول: ((قد ذكر صاحب الميزان في معنى دخول إبليس الجنة وخروجه منها، أقوال نوجزها فيما يلي: أ- يجوز أن يكون الأمر بالخروج كناية عن النهي عن المقام فيها بين الملائكة. ب- إن كلامه تعالى خالٍ عن دخول إبليس الجنة، فلا مورد للاستشكال، وإنما ورد ما ورد من حديث الدخول في الروايات وهي آحاد، مع احتمال النقل بالمعنى المروي. وأقصى ما يدل من كلامه تعالى على دخول إبليس الجنة قوله تعالى حكاية عن إبليس: (( مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَن هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَينِ أَو تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ )) (الأعراف:20). حيث أتى بلفظة (هذه) وهي للإشارة من قريب، لكنها لو دلت على القرب المكاني الذي يقتضي الدخول لدلت في قوله تعالى: (( وَلا تَقرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ )) (البقرة:35). على مثله فيه تعالى، مع أنه عز وجل منزه عن المكان والزمان وما يجري على عالم الإمكان. ج- إن رجوع الضمير في قوله: (( فَاخرُج مِنهَا )) (القصص:21)، إلى الجنة غير ظاهر من الآية لعدم كر الجنة في الكلام سابقاً وعدم العهد بها، فمن الجائز أن يكون المراد بالخروج الخروج من المنزلة والكرامة، فتأمل. (يُنظر الميزان ج1/ 142 ـ 144).)) اما سؤالكم الثاني فانقل لكم كلام الطبرسي في تفسيره ونصه: (فبما أغويتني) أي: فبالذي أغويتني. قيل في معناه أقوال أحدها: إن معناه: بما خيبتني من رحمتك وجنتك، كما قال الشاعر: فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره *، ومن يغولا يعدم على الغي لائما أي: من يخب وثانيها: إن المراد امتحنتني بالسجود لآدم فغويت عنده، فلذلك قال: (أغويتني) كما قال: (فزادتهم رجسا إلى رجسهم) وثالثها: إن معناه حكمت بغوايتي، كما يقال: أضللتني أي. حكمت بضلالتي وخامسها: أن يكون الكلام على ظاهره من الغواية، ولا يبعد أن يكون إبليس قد اعتقد أن الله تعالى يغوي الخلق بأن يضلهم، ويكون ذلك من جملة ما كان اعتقده من الشر ))(مجمع البيان، الطبرسي، ج٤/ص٢٢٥) تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

3