( 19 سنة ) - العراق
منذ سنة

القضاء والقدر والبكاء على مصاب اهل البيت (عليهم السلام)

السلام عليكم، إذا صادف وشخص طرح علي سؤال؟ اذا انتم الشيعة تؤمنون بالقضاء والقدر اذا لماذا تضربون على انفسكم وتمشون مشي على الاقدام وتفعلون كل هذا ما الغاية او الهدف؟ كيف يكون جاوبي له وردي عليه وكيف اجيب اتمنى الاجابة وشكرا


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب لا تنافي بين الايمان بالقضاء والقدر وصدور ما يعبر عن الحزن والاسى على اهل البيت عليهم السلام وهذا له نظائر في القران الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه واله واهل بيته عليهم السلام اما القران الكريم فقد ورد في القران الكريم قوله تعالى في حزن يعقوب على ولده يوسف على نبينا واله وعليه السلام: ((وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)) (يوسف:84) بل اكثر من ذلك في اية اخرى لشدة حزنه ظن اولاده انه سيكون من الهالكين : ((قالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ)) (يوسف: 85) فهل يعقل ان يعقوب لا يؤمن بالقضاء والقدر او انه يقصر في تكليفه بالقضاء والقدر وما ورد عن النبي صلى الله عليه واله في بكائه على عمه الحمزة وبكاء الزهراء عليها السلام على ابيها فهذا وغيره الكثير لا يتننافى مع الايمان بالقضاء والقدر مادام لا يصدر ما فيه اعتراض على الله تعالى فيما قضاه وقدره على عباده وفعل الشيعة في احياء ذكرى شهادة النبي صلى الله عليه واله واهل بتيه عليهم السلام لا سيما شهادة الامام الحسين عليه السلام انما هو احياء لكل ما يؤدي الى الثبات على الدين وتاكيد اهل البيت عليهم السلام على احياء امرهم ونشر علومهم واحياء مصاب الامام الحسين عليه السلام كله في سبيل اعلاء شان الدين فان ذكرهم هو ذكر لله تعالى واحياء لمبادئ الدين الحنيف فهم قدوة المؤمنين ونور الله في ارضه فكل ما يتعلق بهم هو خير لنا وللدين ولجميع المسلمين. وما ابغ قول امامنا الصادق عليه السلام (كُلّنا سفنُ النّجاةِ, لكِنَّ سفينةَ جدّي الحُسينِ أوسعُ وأسرع). فمن ركب هذه السفن فهو ناج بلا ريب ولا شك فمن يحي ذكراهم ويستذكر تعاليمهم وادابهم فهو في فلاح ونجاح ونجاة. والمبالغة في البكاء والجزع على مصابهم يحكي عمق التمسك بهم عليهم السلام ومن الواضح ان شدة التمسك باهل البيت عليهم السلام ياخذ بصاحبه الى مراتب اعلى وارقى وهو غاية المنى بالقرب من العلي الاعلى. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1