( 29 سنة ) - العراق
منذ سنة

طاعة الله

السلام عليكم ورحمة الله و بركاتة ان ملتزم في صلاتي وصومي ومواضب على قراءة القرآن الكريم وزيارة عاشورا وابعد نفسي عن المعصية بكل طاقتي لاكن لدي مشكلة قلبي لايخشع هل يوجد طريق لجعل قلبي يخشع الى الله تعالى


سلام عليكم ورحمة الله و بركاته الخشوع في الصلاة حالة ناتجة عن المعرفة و الإيمان بالله عَزَّ و جَلَّ و نتيجة الخشوع هو الإقبال التام على الصلاة بالقلب و الجوارح، و عدم الالتفات يميناً أو شمالاً بالنظر إلى الأطراف أو التفكر في غير الصلاة. الخشوع في القرآن الكريم الخشوع من وجهة نظر القرآن الكريم على نوعين: الخشوع النابع عن الإيمان و المعرفة و هو الذي ذكره الله عَزَّ و جَلَّ و أثنى عليه في قوله: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ 1 بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ. الخشوع النابع عن الخوف و الذل و الذي ذكره الله جَلَّ جَلاله في قوله: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴾ 2 يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا. و نجد أيضاً في الأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام هذا التقسيم: "... اَللّهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ خُشُوعَ الايمانِ قَبْلَ خُشُوعِ الذُّلِّ فِي النّارِ..." 3 . الاحاديث الشريفة و الخشوع في الصلاة رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) أنَّهُ قَالَ: "بُنِيَتِ الصَّلَاةُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَسْهُمٍ: سَهْمٌ مِنْهَا إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ. وَ سَهْمٌ مِنْهَا الرُّكُوعُ. وَ سَهْمٌ مِنْهَا السُّجُودُ. وَ سَهْمٌ مِنْهَا الْخُشُوعُ". فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْخُشُوعُ؟ فَقَالَ: "التَّوَاضُعُ فِي الصَّلَاةِ، وَأَنْ يُقْبِلَ الْعَبْدُ بِقَلْبِهِ كُلِّهِ عَلَى رَبِّهِ، فَإِذَا هُوَ أَتَمَّ رُكُوعَهَا وَ سُجُودَهَا وَ أَتَمَّ سِهَامَهَا صَعِدَتْ إِلَى السَّمَاءِ لَهَا نُورٌ يَتَلَأْلَأُ، وَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لَهَا، وَ تَقُولُ حَافَظْتَ عَلَيَّ حَفِظَكَ اللَّهُ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ صَلَّى اللَّهُ عَلَى صَاحِبِ هَذِهِ الصَّلَاةِ ... " 4 . و كان مما أوصى به الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لكميل 5 أنه قال : " يَا كُمَيْلُ : لَيْسَ الشَّأْنُ أَنْ تُصَلِّيَ وَ تَصُومَ وَ تَتَصَدَّقَ ، الشَّأْنُ أَنْ تَكُونَ الصَّلَاةُ بِقَلْبٍ نَقِيٍّ ، وَ عَمَلٍ عِنْدَ اللَّهِ مَرْضِيٍّ ، وَ خُشُوعٍ سَوِيٍّ. وَ انْظُرْ فِيمَا تُصَلِّي ، وَ عَلَى مَا تُصَلِّي ، إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ وَجْهِهِ وَ حِلِّهِ فَلَا قَبُولَ. يَا كُمَيْلُ : اللِّسَانُ يَنْزَحُ الْقَلْبَ ، وَ الْقَلْبُ يَقُومُ بِالْغِذَاءِ ، فَانْظُرْ فِيمَا تُغَذِّي قَلْبَكَ وَ جِسْمَكَ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَلَالًا لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ تَسْبِيحَكَ وَ لَا شُكْرَك‏ " 6 . أسباب و موانع الخشوع في الصلاة لا شك أن الخشوع في الصلاة ليس جرعة يتجرعها الإنسان فيصبح خاشعاً، بل هو نتيجة طبيعية للايمان و المعرفة كما أشرنا إلى ذلك، فمن أراد الخشوع لزم عليه أن يوفر أسباب الخشوع أولاً و يتخلص من الأمور التي تشكل عقبة أمام وصول الإنسان إلى حالة الخشوع و حضور القلب و الانقطاع إلى الله عَزَّ و جَلَّ في الصلاة و في غيرها من العبادات بل في كل لحظات الحياة. و لعل أهم سبب يُعين الإنسان على الوصول إلى حالة الخشوع في الصلاة هو الإقبال بقلبه كُلِّه على الله و قطع الصلة بينه و بين كل ما يدور حوله حال كونه في الصلاة، و هذا الأمر لا يتسنى للإنسان حتى يُعطي الصلاة حقها. رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَيِّدِ الْعَابِدِينَ الإمام عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السَّلام أنه قَالَ: " ... وَ حَقُّ الصَّلَاةِ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا وِفَادَةٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْتَ فِيهَا قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَإِذَا عَلِمْتَ ذَلِكَ قُمْتَ مَقَامَ الْعَبْدِ الذَّلِيلِ الْحَقِيرِ الرَّاغِبِ الرَّاهِبِ الرَّاجِي الْخَائِفِ الْمُسْتَكِينِ الْمُتَضَرِّعِ الْمُعَظِّمِ لِمَنْ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالسُّكُونِ وَ الْوَقَارِ وَ تُقْبِلَ عَلَيْهَا بِقَلْبِكَ وَ تُقِيمَهَا بِحُدُودِهَا وَ حُقُوقِهَا .. " 7 . و رَوى أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أنَّهُ قَالَ: "الِالْتِفَاتُ‏ فِي‏ الصَّلَاةِ اخْتِلَاسٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِيَّاكُمْ وَ الِالْتِفَاتَ‏ فِي‏ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُقْبِلُ عَلَى الْعَبْدِ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ، فَإِذَا الْتَفَتَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: يَا بْنَ آدَمَ، عَمَّنْ تَلْتَفِتُ- ثَلَاثاً- فَإِذَا الْتَفَتَ الرَّابِعَةَ أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ" 8 .

3