ghazi ( 29 سنة ) - العراق
منذ سنتين

غير المبتلى والايمان

هل ان غير المبتلى والذي يعيش حياة هادئة هناك خلل في ايمانه ؟


وردت عدة روايات تمدح البلاء كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): «مَا أَحَبَّ اللَّهُ قَوْماً إِلَّا ابْتَلَاهُمْ‏»، «لَا يَمْضِي عَلَى الْمُؤْمِنِ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً إِلَّا عَرَضَ لَهُ أَمْرٌ يَحْزُنُهُ يُذَكِّرُهُ رَبَّهُ‏»، و«مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وبِهِ وجَعٌ فِي شَيْ‏ءٍ مِنْ بَدَنِهِ لَا يُفَارِقُهُ حَتَّى يَمُوتَ يَكُونُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ‏»، و«الْمَصَائِبُ مِنَحٌ مِنَ اللَّهِ والْفَقْرُ عِنْدَ اللَّهِ مِثْلُ الشَّهَادَةِ ولَا يُعْطِيهِ مِنْ عِبَادِهِ إِلَّا مَنْ أَحَبَ‏»، و«كُلَّمَا ازْدَادَ الْعَبْدُ إِيمَاناً ازْدَادَ ضِيقاً فِي مَعِيشَتِهِ‏». وهذه الروايات قد يفهم منها الذم لمن لا يبتلى، بل هناك روايات صريحة في ذم الشخص الذي يعيش حياة هنيئة بلا بلاء، منها ما ورد عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ قال: «سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ:‏ مَلْعُونٌ كُلُّ بَدَنٍ لَا يُصَابُ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْماً! قُلْتُ: مَلْعُونٌ! قال: مَلْعُونٌ! قلت: مَلْعُونٌ! قال: مَلْعُونٌ! فَلَمَّا رَآنِي قَدْ عَظُمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قال: يَا يُونُسُ إِنَّ مِنَ الْبَلِيَّةِ الْخَدْشَةَ واللَّطْمَةَ والْعَثْرَةَ والنَّكْبَةَ والْهَفْوَةَ وانْقِطَاعَ الشِّسْعِ واخْتِلَاجَ الْعَيْنِ وأَشْبَاهَ ذَلِكَ. إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يَمُرَّ عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ يَوْماً لَا يُمَحِّصُهُ فِيهَا مِنْ ذُنُوبِهِ ولَوْ بِغَمٍّ يُصِيبُهُ لَا يَدْرِي مَا وجْهُهُ واللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَضَعُ الدَّرَاهِمَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَزِنُهَا فَيَجِدُهَا نَاقِصَةً فَيَغْتَمُّ بِذَلِكَ ثُمَّ يُعِيدُ وزْنَهَا فَيَجِدُهَا سَوَاءً فَيَكُونُ ذَلِكَ حَطّاً لِبَعْضِ ذُنُوبِهِ». فإذا رأى الإنسان حياته مستقرة بلا بلاء، فعليه أن يراجع نفسه ومدى التزامه بأوامر الله تعالى والأخذ بتعاليمه. ولا يعني هذا أن يطلب الإنسان من الله تعالى أن يوقعه في البلاء، بل العكس تماما فإنه ورد في الروايات الأمر بطلب العافية، كما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام): «سلوا ربكم العفو والعافية فإنكم لستم من رجال البلاء، فإنه من كان قبلكم من بني إسرائيل شقوا بالمناشير على أن يعطوا الكفر فلم يعطوه». وفقكم الله لكل خير..

1