logo-img
السیاسات و الشروط
( 24 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الحيض عقوبة أو لا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سمعنا قبل أيام من شيخ على المنبر يقول: إنّ الحيض هو عقوبة للمرأة، عاقب الله به النساء قليلات الولاء لمحمد وآل محمد. هل صحيح أنّ الحيض هو عقوبة للمرأة؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هذا الكلام غير دقيق، فكيف يكون عقوبةً لقليلة الولاء، وعندنا كثير من النساء في مراتب عالية من الولاء وليس حالها يختلف عن غيرها، ولو كان المعيار الولاء لكانت نساء النواصب لأهل البيت (عليهم السلام) لا تنقطع عنهن الدورة الشهرية، وهل هذا كلام يعقله عاقل؟ ثمّ إناطة الحيض بدرجة الولاء يمكن فرضه في مورد تعرف المرأة أهل البيت (عليهم السلام)، ثمّ تقرر درجة ولائها ولكن تجد بكل وضوح أنّ بعض النساء لا يعرفن شيئاً وليس لهن لا جحد ولا ولاء ومع ذلك الدورة فيهن شيء طبيعي، فكيف يمكن تصور إناطة الحيض بدرجة الولاء حتى يمكن تصور أنّه عقوبة لأجل هذا. بل على العكس وردت بعض الأخبار عن النبي (صلى الله عليه واله) تُعطي الأجر للمرأة على ما تتحمله في دورتها، فلو كان عقوبةً عليها فلماذا تُثاب عليه وأنقل لكم بعض ما ورد من هذه الأخبار قال النبي (صلى الله عليه وآله): " حيض يوم لَكُنَّ خير من عبادة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها ".(الريشهري،ميزان الحكمة:ج٣،ص٢٤٦٥). وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: " مَن ماتت في حيضها ماتت شهيدة ".(النوري،مستدرك الوسائل:ج٢،ص٤١). وفي الخبر: " وإذا اغتسلت من حيضها كفّر لها كل ذنب ولم يُكتب عليها خطيئة إلى الحيضة الأخرى ".(النوري،مستدرك الوسائل:ج٢،ص٧) أمّا عن رواية تدل على ما سمعتموه من الخطيب، فلم أعثر على مثل هذه الرواية وحتى على فرض وجودها فقبولها بهذا المعنى شيء ليس بالسهل خاصة، والواقع الخارجي يشهد بعدم صحة مثل هذا الميزان. والغريب من البعض يذهب ويُتعب نفسه في مثل هذه الأمور التي هي لا ترقى حتى إلى أن تُذكر، بل كثير منها يتم توظيفه بطريقة تُسيء للمرأة وللدين والمذهب. وكان حريّ به أن يذكر الروايات العظيمة عن أهل البيت (عليهم السلام) في التربية والأخلاق وتهذيب النفس وشدّ الناس إلى الله تعالى، وتزيدهم حبّاً لله وللنبي (صلى الله عليه وآله) وإلى أهل البيت (عليهم السلام). والأغرب من هؤلاء ما نجده من بعض الناس الذين يطبلون لأمثال هؤلاء، كأنّهم يريدون أن يُكرّهوا الناس بالعلم والعلماء والدين، وما نوصي به المؤمنين هو الأخذ من العلماء الأعلام، أصحاب العلم، والأخلاق، ولا سيّما مراجع العلم والمعرفة وترك أمثال هؤلاء، وأن نكون بمستوى الوعي والمسؤولية.

27