العصمة لطف اللَّه الذي يفعله تعالى فيختار العبد عنده الإمتناعَ عن فعل القبيح. [4] فالله تعالى هو الذي يهب العصمة لبعض الأفراد مع قدرة الموهوب لهم على اقتراف الذنوب والوقوع في المعاصي، فليست العصمة بهذا المعنى مانعة من القدرة على القبيح ولا مضطرة للمعصوم إلى الحسن.
إنّ العصمة الإلهية لا تفاض للأفراد إلّا بعد وجود قابليّات صالحة في نفس المعصوم تقتضي إفاضة تلك الموهبة إلى صاحبها، تلك القابليات على قسمين: قسم خارج عن اختيار المعصوم، وقسم واقع في إرادته واختياره، فهذه العوامل، الداخل بعضها في إطار الاختيار والخارج بعضها عن إطاره، أوجدت قابليات وأرضيات صالحة لإفاضة وصف العصمة عليهم وانتخابهم لذلك الفيض العظيم، فعندئذ تكون العصمة مفخرة للنبي صالحة للتحسين والتبجيل والتكريم.
فالمعصوم كان سبباً في تلقي الفيوض الالهية بعد هيىء نفسه ونقاها من الخبائث لتلقي هذه الكرامات.