زواج عمر
السلام عليكم هل وارد في الروايات بان عمر ابن الخطاب تزوج من بنت الإمام علي عليه السلام؟
وجد في المسألة أقوال منها.
الاَوّل :
هو عدم وقوع التزويج بين عمر وأم كلثوم.
وقد ذهب إلى هذا الرأي الشيخ المفيد( ت 413 ) في المسائل السروية( المسألة العاشرة ) ، وكذا في المسائل العكبرية( المسألة الخامسة عشر ) ، وله رسالة بهذا الصدد طبعت على انفصال ضمن منشورات مؤتمر الشيخ المفيد.
هذا ، وقد كذب خبر التزويج علماء آخرون كالشيخ محمد جواد البلاغي في كتابه( تزويج أم كلثوم بنت أمير المؤمنين وانكار وقوعه ) ، وغيرهم.
الثاني :
وقوع التزويج لكنه كان عن إكراه.
مستدلين بنصوص متعددة ذكروها في كتبهم.
وقد ذهب إلى هذا الرأي السيّد المرتضى( ت 436 ) في كتابه الشافي ، وتنزيه الاَنبياء، وكذلك بعض العلماء.
الثالث :
إنّ المتزوج منها هي ربيته لا بنته.
وهي ابنة أسماء بنت عميس زوجة الاِمام علي بن أبي طالب ، أي أنّها ابنة أبي بكر واخت محمد بن أبي بكر ، وبذلك تكون أم كلثوم ربيبة الاِمام عليّ وليست ببنته.
انظر هذا الكلام عند الشيخ النقدي في الانوار العلوية : 426.
قال السيد شهاب الدين المرعشي في تعليقاته على إحقاق الحق : ثم ليعلم أن أم كلثوم التي تزوجها الثاني كانت بنت اسماء وأخت محمد هذا ، فهي ربيبة مولانا أمير المؤمنين ولم تكن بنته كما هو المشهور بين المؤرخين والمحدثين ، وقد حققنا ذلك وقامت الشواهد التاريخية في ذلك واشتبه الاَمر على الكثير من الفريقين ، واني بعد ما ثبت وتحقق لدي أن الامر كان كذلك استوحشت التصريح به في كتاباتي لزعم التفرد في هذا الشان إلى ان وقفت على تأليف في هذه المسألة للعلاّمة المجاهد السيّد ناصر حسين الموسوى الكنوي أبان عن الحق واسفر وسمى كتابه( افحام الخصوم في نفي تزويج أم كلثوم ).
وقال رحمه الله في مكان آخر : أسماء بنت عميس تزوجها جعفر بن أبي طالب فولدت له عوناً وجعفراً ، ثمّ تزوجها أبو بكر فوُلد له منها عدة أولاد منهم أم كلثوم ، وهي التي رباها أمير المؤمنين وتزوجها الثاني ، فكانت ربيبته عليه السلام وبمنزلة إحدى بناته ، وكان عليه السلام يخاطب محمّداً بابني وأمّ كلثوم هذه ببنتي ، فمن ثمّ سرى الوهم إلى عدة من المحدثين والمؤرخين ، فكم لهذه الشبه من نظير ، ومنشأ توهُّم أكثرهم هو الاشتراك في الاسم والوصف ، وأن مولانا عليّاً عليه السلام تزوّجها بعد موت أبي بكر .
الرابع :
إن علياً زوّج عمر بن الخطاب جنية تشبه أم كلثوم
إذ الثابت عند الشيعة أن للنبي الاِمام (عليهما السلام) سلطةً على الجن باذن الله كما كان لسليمان عليه السلام سلطة عليهم ، وأن وقوع الشبه ليس ببعيد فقد شُبِّه على النصارى في قتل عيسى عليه السلام.
الخامس:
وهو القول بتزويجها من عمر ، لكنّ عمر مات قبل أن يدخل لها وإلى هذا ذهب بعض أعلام الشيعة وبعض أهل السنة والجماعة. فقد قال النوبختي( من اعلام القرن الثالث الهجري ) من الشيعة الاِمامية في كتابه الاِمامة : أم كلثوم كانت صغيرة ومات عنها عمر قبل أن يدخل بها.
وقال الشيخ جعفر النقدي في الاَنوار العلوية :