( 15 سنة ) - الكويت
منذ سنة

الاذان

هل متى شرع الاذان وهل عمر ابن الخطاب هو من اقترح على الرسول فكره الاذان؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم إذا رجعنا إلى الروايات التي وردت عند أهل السنّة حول كيفيّة تشريع الأذان نجدها تذكر بأنّ التشريع جاء من رؤيا رآها صحابي أو صحابيّان أو ستّة أو اثنا عشر حسب اختلاف الروايات ومن ثمّ اقترح تلك الرؤية على النبيّ صلّى الله عليه وآله ، والنبيّ استحسن ذلك الفعل وأمر الناس بفعله وأضافه إلى الصلاة. وغُيّر الأذان في خلافة عمر؛ فقد روي عن ابن عبّاس أنّه سئل: لأيّ شيء حُذف من الأذان (حيّ على خير العمل)؟ قال: ((أراد عمر بذلك ألا يتّكل الناس على الصلاة ويدعوا إلى الجهاد فلذلك حذفها من الأذان)) . وكذلك أضاف عمر: (الصلاة خير من النوم)؛ ففي موطّأ مالك: ((أنّه بلغه أنّ المؤذّن جاء إلى عمر بن الخطّاب يؤذّنه لصلاة الصبح فوجده نائماً، فقال: الصلاة خير من النوم. فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح)) . ووردت عندنا روايات صحيحة تشير إلى أنّ تشريع الأذان والصلاة كان في ليلة الإسراء والمعراج ، وبذلك يكون تشريعهما في وقت واحد؛ إذ أنّ جبرائيل أذّن وأقام في تلك الليلة بالطريقة التي عليها اليوم الأذان والإقامة. نعم، هناك اختلاف في تشريع أذان الإعلام، وأنّه متى حصل هل في مكّة أو المدينة؟ وهل حصل لرؤيا رأها عبد الله بن زيد، أو لوحي من السماء، وغير ذلك من الاختلافات؟ والروايات الواردة عن أهل البيت توضّح لنا ذلك: فعن أبي عبد الله(عليه السلام) أنّه سأل: يا عمر بن أُذينة! ما ترى هذه الناصبة في أذانهم وصلاتهم؟ فقال: جعلت فداك! إنّهم يقولون: أنّ أُبيّ بن كعب الأنصاري رآه في النوم. فقال(عليه السلام): (كذبوا والله، إنّ دين الله تعالى أعزّ من أن يُرى في النوم) ، وحسب نصّ آخر: أنّه(عليه السلام) قال: (ينزل الوحي به على نبيّكم فتزعمون أنّه أخذه عن عبد الله بن زيد) . وعن أبي العلاء، قال: قلت لمحمّد بن الحنفية: إنّا نتحدّث أنّ بدء هذا الأذان كان من رؤيا رآها رجل من الأنصار في منامه، قال: ففزع لذلك محمّد بن الحنفية فزعاً شديداً، وقال: أعمدتم إلى ما هو الأصل في شرايع الإسلام ومصالح دينكم فزعمتم أنّه من رؤيا رآها رجل من الأنصار في منامه تحتمل الصدق والكذب، وقد تكون أضغاث أحلام؟! قال: فقلت: هذا الحديث قد استفاض في الناس. قال: هذا والله هو الباطل.. ثمّ قال: وإنّما أخبرني أبي: أنّ جبرائيل(عليه السلام) أذّن في بيت المقدس ليلة الإسراء وأقام، ثمّ عاد جبرائيل الأذان لمّا عُرج بالنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى السماء . وقد سئل الحسين(عليه السلام) عن الأذان وما يقول الناس؟ فقال: (الوحي ينزل على نبيّكم وتزعمون أنّه أخذ الأذان عن عبد الله بن زيد؟! بل سمعت أبي عليّ بن أبي طالب يقول: أهبط الله ملكاً حين عُرج رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فأذّن مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى، ثمّ قال له جبرائيل: يا محمّد! هكذا أذان الصلاة) . وعن زيد بن علي، عن أبائه(عليه السلام): (أنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عُلّم الأذان ليلة أُسري به، وفرضت عليه الصلاة) . وعن أنس: ((أنّ جبرائيل أمر النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالأذان حين فرضت الصلاة)) . وعن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: (لمّا أُسري برسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى السماء، فبلغ البيت المعمور وحضرت الصلاة، فأذّن جبرائيل وأقام، فتقدّم رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وصفّ الملائكة والنبيّون خلف محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ) . دمتم في رعاية الله

4